Saturday, May 06, 2006

هل هن فعلا ناقصات عقل

طلع علينا أحد جهابذة الاعجاز العلمى منذ فترة بادعاء اعجاز الحديث القائل(النساء ناقصات عقل ودين) ، استنادا على الحقيقة العلمية القائلة أن متوسط حجم مخ الرجل يتفوق بحوالى10% عن متوسط حجم مخ الرأة وحجم أكبر مما يعنى بالتالى كفاءة أكبر.
نقص الدين ليس مجال نقاشنا هنا (لأنه أمر مستحيل التحقق منه معمليا فلنتركة إذا لسادة الأولمب المعممين ومطلقي اللحى)، أما نقص العقل فمن الممكن التحقق منه.....

أولا على المستوي التجريبى
أعتقد أن التجربة الأشهر فى هذا المجال هى تجربة (عام1912) بواسطة سيرل بيرت برفيسور علم النفس التعليمى ، التي قام بها على عينة كبيرة من تلاميذ المدارس من الجنسين فى بريطانيا، وكان هدف التجربه هو وصف الفروق الأساسية فى القدرات العقلية من استقبال وتحليل بالاضافة للقدرات الحركية والعاطفية بين الذكور و الاناث.
كانت نتائج التجربة صاعقة الى حد ما فقد توصل الى أن الفروق فى القدرات العقلية بوجه عام ضئيله جدا ومن الممكن تجاهلها والمفاجأة هنا أن هذه الفروق الضئيلة كانت لصالح الاناث ، فالفتيات يبدون تطور أكبر وقدرة أعلى من ناحية اللغوية فى مرحلة معينة وان كان هذا فارق مؤقت يتلاشى .

ثانيا على المستوى التشريحي
قد يكون فارق الحجم حقيقى ولكن الحجم ليس هو العامل الوحيد في الحكم على الكفاءة ها هنا، فمخ الأنثى بوجه عام يحتوى على نسبة أكبر من المادة الرمادية(المعالجة للمعلومات) من الرجل الذى يحتوى مخه على نسبة أكبر من المادة البيضاء .
اذا فمن الممكن أن نقول بما أن مخ الرجل أكبر ومخ المرأة أكثر كفاءة ،اذا فالنتيجة كفاءة عقلية متساوية ، إذا صح التعبير.
هذا لا ينفي طبعا أن القدرات الذهنية بين الذكور والإناث ليست مختلفة
فهرمونيا مثلا
التستوستيرون-هرمون الذكورة- على سبيل المثال هو المسؤل عن تضخم الفص الأيمن للمخ ، وهو المسؤول عن الطبيعة العدوانية للذكور بالاضافة الى مسؤولية هذا الفص عن القدرة الحسابية والقدرة على التخيل الفراغي.
أما الاستروجين-أحد هرمونات الأنوثة- على الجانب الأخر هو المسئول عن قدرة الأنثى على استخدام كلا الفصين فى ان واحد لأنه يعمل على تضخم الوصلة بين الفصين -اذا صح التعبير-,و هذا بدوره مسؤول عن القدرة اللغوية و القدرة على التمييز البصرى بين الأشياء

ولكن وجب علي التذكير هنا أن هذا أختلاف وليس أفضلية لجنس على الأخر

ولكن مع اعترافى بالعامل الهرمونى فمن الواجب أن نكون منصفين فالعامل البيئى هو المؤثر الرئيسى على ما قد يبدوا تفوقا ذكوريا ، ودليلى على ذلك أن فى مجتمعات مثل بنجلادش أو سيريلانكا أثبتت المرأة قدرة على القيادة حتى أن الرئيسات تتعاقب علىوهى هذه الدول,وهذا لأن العامل البيئى يلعب فى صالحهن .

وهذاالعامل البيئى الذى أعنيه لا يقتصر على القهر الذى تتعرض له النساء في مجتمعاتنا الذكورية(وان كنت أعتقد أن المجتمع البشرى بوجه عام ذكورى بنسب متفاوته)
بل أعنى القولبة التى تقع الأنثى فريسة لها فى أى مجتمع مهما بلغ من الحرية بداية من (الكولور كودينج ) للأنثى من يوم ولادتها، ومرورا بأنها قد حكم عليها أن تلعب بالعرائس لتؤهل لمهمتها الأساسية وهي التفريخ، فى حين يلعب الطفل الذكر بالدراجة والنظارات المعظمة ليؤهل (لا أن يكون أب بالتأكيد) ليكون مستكشفا...

في نهاية المقال نعيد السؤال مرة أخرى: هل هن فعلا ناقصات عقل أم مجتمعاتنا مازالت بدائية وناقصة عقل؟؟

No comments: