Saturday, September 01, 2007

في المسألة الإسلامية

تلبية لدعوة غداء عند صديق أوروبي كنت في زيارة لمدينته, بادرني, وهوالدارس للغة والثقافة العربية ومشروع مستشرق كبير, بسؤال قد يبدو مسيئا إن صدر عن غيره. سألني " ألا ترى أن العالم الإسلامي متخلف على مختلف الأصعدة الحضارية والمدنية؟ لماذا لا تريد أن تعترف أن الإسلام هو أحد أهم أسباب تخلف الشعوب؟
فجاوبت على الفور "لا أعتقد أن الدين قد يكون مؤثرا على تخلف أو تقدم المجتمعات, على الأرجح تعامل هذه المجتمعات مع الدين هو المؤثر الحقيقي
يطبع المجتمع صورته على دينه..

الدين والمجتمع, وعلاقة التأثير المتبادل:

الدين كما نراه الأن أثر وتأثر بثقافة المجتمعات التي تبنت الإيمان به...
كما يشكل الدين عاملا مهما في بناء المنظومة الأخلاقية للمجتمع, يشكل المجتمع مؤثرا مهما على الدين نفسه, تختلط فيه الأعراف والتقاليد و طبيعة المجتمع نفسه..
لا يحدث ذلك مرة واحدة.
بل يحدث ذلك طوال الوقت..
فالمجتمعات التي تطورت تطور معها دينها وأصبح أكثر موائمة للعصر وتبنى الكثير مما أنتجته هذه المجتمعات من منجزات ثقافية وفلسفية حضارية.
لعل قبول الفاتيكان لنظرية التطور مثال واضع على ذلك.

على الضفة الأخرى, المجتمعات التي تعج بالفوضى والفساد والعبثية والتخلف والجهل, أثرت أيضا على دينها و أصبح دينها جامدا, رافضا للأخر وللتطور, هدفه هو فرض نفسه على حياة المؤمنين به, وأحيانا على غير المؤمنين به, إن لم يكن بالإقناع فبالإرهاب. دين متمحور حول الحياة الأخرة وغير قادر على التواصل البراجماتي المنطقي مع الواقع.

لنتفق أولا, أن الدين مكون رئيسي من مكونات ثفافة المجتمعات البشرية. شاء من شاء و أبى من أبى, وسيبقى الناس متدينون حتى يرث الله الأرض ومن عليها..
إدراكا لذلك واجب المؤمنين بالدين تجاهه وتجاه أنفسهم أن يعيدوا دوما قراءة نصوصهم قراءة عصرية, خدمة منهم لأنفسهم ليلحقوا بركب الحضارة الذي تحرك منذ عصور النهضة من الصفر, وخدمة لدينهم الذي سيتطور مع المجتمعات ولن يتعارض مع وجودها, ولن يكتسب عداء الجميع ليبقى ملبيا لحاجات الإنسان الروحية ومرجعا أخلاقيا يدعو دائما إلى السلام والحب والمساواه بين البشر كما قدر له أن يكون, رسالة سامية تهدي الفرد إلى ما فيه صلاح لنفسه ومجتمعه...يقول الرسول" إنما بعثت لأتم مكارم الأخلاق" وإنما أداة قصر.

تململ صديقي وهو يملأ كأسه بنبيذ بوردو الشهير, وقال لي " تبريريا كعادتك يا طارق, تدور في دوائر فكرية لكي لا تدين أحدا", فقاطعته مبتسما " لا تدينوا كي لا تدانوا, أنا فقط أؤمن أن إدراك أبعاد المشكلة جزء أساسي في حلها". قاطعني وكأنه يريد تسجيل نقطة" إذا فأنت تعترف أن هنالك مشكلة, تعترف أن التعايش مستحيل مع دين يعلم البغض في الله والولاء والبراء وفسطاط الحرب وفسطاط السلام, دين لا يجد غضاضة في التضحية بالبشر, يتساوى في ذلك البشر من جماعته أو من خارجها, من أجل هدف ضبابي إسمه إعلاء كلمة الله في الأرض..." قاطعته بضحكة مجلجله مخالفا قواعد اللياقة, إذ لم أتوقع هذا النمو الهائل في قاموسه السلفي الذي يرجع الفضل فيه إلى البروباجاندة السلفية الجهادية التي أصبحت مرأة الغربي على مجتمعاتنا. إعتذرت عن سوء أدبي و رددت عليه" أن تختزل الإسلام بكل تياراته الثقافية ,من فلسفة إسلامية إسماعيلية وصوفية و إخوان صفا وإبن عربي وجلال الدين الرومي وغيرهم الكثير والكثير , في بعض المؤدلجين و الأصوليين المحتكريين للحقيقة لهو إجحاف كبير منك, ولا أستطيع أن أنكر أن القراءة الرجعية للإسلام هي السائدة بين المسلمين اليوم وذلك لأننا نتعرض لأزمة وجود وهوية بالإضافة إلى تعقيدات ثقافية وفلسفية"..
نظر لي بأسى ,وهو من تعلم العربية حبا منه في الفلسفة الإسلامية, وسألني بعينيه " والحل؟"
ميكانيزمات الحل في حد ذاتها أمرا معقدا ويستلزم عصف فكري طويل وحوار وجدال بين متخصصين ومؤمنين بمشاريع مختلفة, وكي يصبح ذلك ممكنا يجب أن نبدأ بخطوتين متوازيتين متزامنتين نبذ ثقافة إحتكار الحقيقة و إعادة قراءة النص بعقل تسلح بكل ما أنجزته الحضارة ثقافيا وعلميا..
- نبذ إحتكار الحقيقة
لتطوير نظرة المجتمع للدين, يجب أن تسود في المجتمع قيم الفردية.. يجب أن يحتفل المجتمع بتعدديته لأن المجتمعات التعددية اكثر ثراءا ثقافيا.. يجب أن يدرك الفرد أن كل إنسان تجربة خاصة قائمة بذاتها.. والحقيقة ليست هي ذاتها في عيون الجميع..
ما يعرفه كل مؤمن هو أن الإيمان حالة روحانية لا تشرح بالورقة والقلم ولا بعمليات حسابية أو بقوانين الفيزياء..
هي " لمسة الرب" كما وصفها لي صديق قس..أو حالة من التذوق الصوفي.
وإنطلاقا من ذلك يتوقف الفرد من فرض ما يراه حقا على من يرى الحق في غيره..
لكي ينضج المجتمع بإدراكه لنسبية الأمور.
وهكذا يحكم المجتمع أطر أخلاقية عصرية متغيرة عوضا عن أطر مؤدلجة تجاوزت حدود المكان والزمان. ليتطور المجتمع دون أن يرغم على الإختيار بين دينه ودنياه.
- إعادة قراءة النص
وتلك هي الخطوة الأخطر والأشجع, لأنك نطلب من المتخصصين, الذين إتخذوا التلقين أسلوب تعلم وتعليم, بإعادة قراءة المقدس على أسس عصرانية.
لا يخلو المشهد الثقافي الإسلامي من محاولات لإعادة قراءة النص وإن بقيت محاولات فردية كجهد نصر حامد أبو زيد أو تنظير محمد أركون..
دعمنا لتلك المحاولات, بغض النظرعن إتفاقنا أو إختلافنا مع ما تتوصل إليه, هي طوق نجاة للعقل المسلم المحاصر.
ولنتذكر أن خطوة مارتن لوثر الأساسية في إصلاح المسيحية كانت ترجمته للكتاب المقدس إلى الألمانية ليخلصه من الموروث الثقافي و حراسه الكهنوتيين..

ركبت الترام حتى الاستوديو الصغير الذي أنزل فيه وسؤال صديقي الأخير يأبى أن يتركني وحدي" هل وجدت الأيديولوجية لخدمة البشر ام وجد البشر لخدمة الأيديولوجية؟"


\\\\\\\

Tuesday, July 31, 2007

دوامات الواقع الديدانية والعصف الفكري

كأي مهاجر مصري رحلت عن الوطن وأبى الوطن الذي يسكنني أن يرحل عني, وطوال سنين غربتي كنت متابعا ومعايشا لكل ما يحدث في مصر, عن طريق الإعلام والشبكة وكل ما طالته يداي عن مصر, يتساوى في ذلك إنتخابات النقابات أوالمجالس المحلية وحتى نتائج دوري كرة القدم المصري وروبي وبوسي سمير و سعد الصغير, صاحب رائعة العنب العنب..
تصورت, خاصة في الثلاث سنوات الماضية, أن مصر على حافة التغيير.نعم سمعت الطبول وأنا في أطراف المعمورة..طبول التغيير تقرع والإيقاع المحموم يصرخ إخوان-أيمن نور- أقباط المهجر- أحداث الطائفية- كفاية- القضاة- شيخ الأزهر- نوال السعداوي- سعد الدين إبراهيم....................والإيقاع يستمر.
وعدت, لأسباب شخصية ربما, وإن خالطها رغبة مسيطرة أن أكون هنالك وأختبر ألام المخاض والفجر يولد..لست متفائلا أو حالما, فالسنوات أطفأت جذوة قلبي.
لكني عهدت نفسي قارئا للأحداث ومحللا مقنعا ,لنفسي على الأقل.إستبصرت فجرا..ودعمتني طبيعة الأشياء.. عدت وتجاهلت كل الإحباطات والتعقيدات..لم أنظر أبدا للوراء, لم أقارن ولم أندم..
وبعد شهور ستة ذهبت السكرة..
الشعب المصري كما هو, كما عهدته دوما
شعبا طيبا سلبيا مهاودا فهلويا ومحتالا على كل الدنيا ليبقى....ناقم على رؤسائه ولكنه يستعذب أن يفكر له الأخرون..
الإيقاعات التي حسبتها مقدمة مقطوعة التغيير إتضح أنها إيقاعات رتيبة عبثية تهمم, لا تصرخ كإنتقال حسني عبد ربه إلى الأهلي أو الإسماعيلي.. سفاح المعادي الذي يظهر ليهاجم الفتيات (والفتيات فقط) ليتركهم بخدوش تثير رعب المصريين والمصريات في التليفونات وعلى المقاهي.. خطوبة المخرج خالد يوسف من الممثلة منة شلبي وتأثير ذلك على بيته و زوجته..و الكثير من الغثاء والعبث..
في إيقاع رتيب منتظم تتصاعد الأحداث في ذهن المواطن وتخبو (دوما بلا إجابات) عندما تبدأ إيقاعات البلاهة التالية..نفس الإيقاع العطن القديم..نفس الدومات..
المصري, التعميم جهل ولكنه أحيانا ضرورة, غير قادر, كما كان دوما, على إتخاذ موقف فكري من أي نوع..فعلى سبيل المثال..مع التغلغل السرطاني للإخوان المسلمين في النقابات والسلطات التشريعية بل والتنفيذية.. فالمواطن ليس له أي موقف حقيقي منها, فموقفه هو كرهه للحكومة وكرهه للإخوان عندما يحكموا, تأييد أي متدين مظهري والموافقة ضمنا على ممارسات الحكومة ضدهم لحمايته منهم..
الصراع السياسي في مصر هو بين طرفين (معارضة بأطيافها وحكومة) لا يستمد أيا منهما مشروعيته من طرف أخر متجاهل للصراع برمته إسمه رجل الشارع.والحقيقة الغير قابلة للشك أن المصريون لم يقوموا بثورة شعبية منذ ثورة1919
واضعين في إعتباركم أنهم يعيشون في حالة من العشوائية والخلل الإجتماعي والقهر على مر التاريخ.. أنا شخصيا أعتبر أننا لم نحكم بمن هو فعلا أهل للثقة منذ محمد علي.
هذا المقال ليس سبا أو قدحا, هو مجرد وصف من عيون تكحلت بشمس هذا الوطن..هو توضيح لكل الناشطين والمعارضين والموالين أننا بنقاشاتنا لن نغير أي شيء على أرض الواقع..فالشارع هو من يغير والشارع في غيبوبة إصطناعية تروقه وتروق حكامه..يجب أن ندرك أن نقاشاتنا البيزنطية, وهي كذلك عند رجل الشارع, ليست إلا سيجارة أمل "نضربها" في عصف فكري تنظيري بعيد عن الواقع.

Saturday, July 21, 2007

عربي أو لا عربي..هذه هي المسألة


في عصرنا الحالي ومع شيوع قيم الفردية والعلمانية وتقبل الأخر, وكنتيجة للتطور الذي نشهده على جميع المستويات,على إنتمائنا أن ينضج" فالفرد الأن ينتمي لنفسه وكل شخص تجربة قائمة في حد ذاتها.
نحن في عصر كوزموبوليتانية الإنتماء, نحن مواطنون عالميون فأنا أؤمن بحقوق الإنسان والقانون الدولي والمساواة وحق تقرير المصيروحرية التعبير والإعتقاد ..
وأنتمي للجنس البشري وكل ما أنتج من ثقافة ومدنية وتحضر... لست إنعزايا و لا تسكنني فوبيا الإنتماء إلى العرب.......
رغم أني لست عروبيا من الناحية السياسة أو حتى العرقية... ولكني لا أفهم دعاوى الإخوة الإنعزاليين.. للأسباب التالي: أناعربي ثقافيا أتحدث العربية, أفكر بالعربية وأتعرض إلى نفس المؤثرات وأعيش ظروفا مشابهة ويواجه مجتمعي نفس
التحديات الداخلية قبل الخارجية, فنحن أعداء أنفستا الأخطر-"كلنا في الهم عرب" تشابه شديد بين كل الدول العربية (أو الشرق أوسطية إذا رغبت) في شيوع التطرف الديني والجهل وسيطرة الميتافيزيقا.
أيضا نتشارك كوننا أوراق لعب في أيدي لاعبيين دولين يلعبون أكبر بارتيتة بوكر في المنطقة,إيران والولايات المتحدة.نتشارك إرثا ديكتاتوريا قمعيا..
شوهت على مر السنين ومسخت مجتمعاتنا وعطل تطورها فكريا وثقافيا حتى إحترنا, نحن دعاة الديموقراطية, بين دكتاتورية كليبتوقراطية وشبه ديموقراطية ثيوقراطية.- -
العروبة (مع إدراكي لسمعة هذه الكلمة) ليست إنتماءا عرقيا.. فإن لم نكن, نحن المصريون, عربا فلا السوريين عرب (فينيقيين) ولا الفلسطينيين (كنعانيين) ولا الجزائريين ( أمازيغ) ولا حتى الخليجيين ( كلهم تشكيلة من شعوب الأرض التي جاءت للحج أو للعمل وهم بلوش وسودانيين وإيرانيين و قلة من القبائل العربية)..)- -مصر على مر التاريخ (الحديث لا القديم الذي إنقطعت بينه وبينه السبل) كانت أم العرب وشعلتهم.. وفعلا عندما نقوم يقوم الجميع, وعندما نتخلف (كحالنا حاليا) يتخلف الجميع.مثلما كنا مصدر الثقافة والعلم في العلم العربي كنا مهد الإخوان والتكفيريين مثلما هندسنا الطرق والكباري في الخليج.. هندسنا تنظيم القاعدة (الإمتداد الأممي لتنظيم الجهاد)- -أما الإنتماء الفرعوني فهو إنتماء عاطفي, لا علاقة له بالواقع. كيف أنتمي لثقافة ماتت (أو بالأحرى قتلت) ولا أعرف عنها شيئا ولم تشارك في تكويني الثقافي-اللهم إلا بعض العادات المهببة كختان البنات و بعض أسماء المدن
ملحوظة: الفرعونية قتلت حتى قبل دخول الإسلام...المسيحية قتلت الفرعونية ثقافيا, لا أحاول محاكمة التاريخ ولكن مقتل فيلسوفة الإسكندرية, هيباتيا, على أيدي المؤمنين المسيحيين المتعصبين, لعله مثال كونكريتيا على ما أقول.
لست عربيا لأني فخور بذلك, أنا عربي لأني متشبع بالثقافة العربية وهي المكون الرئيسي لذاتي عن طريق التربيةوالتعليم والإعلام. كوني عربي لا يحملني أي مسئوليات سياسية أو إجتماعية -البراجماتية هي المرجعية الوحيدةالعروبة ليست موقفا سياسيا بعثيا...لا يمنعني كوني عربي من التقدم أو تقبل الأخر أو حتى إعادة محاكمة ثوابتي وتغييرها..فنعم أنا عربي ولكن حتى العربي إنسان أيضا..أليس كذلك......كل الإحترام والتقدير

Saturday, December 16, 2006

في نقد الخطاب القبطي-2


وصلتني بعض الإعتراضات على مقالي الأسبق (في نقد الخطاب القبطي) ، إنتقادا لي على ما وصف إنه تحامل على الحركة القبطية، ولأن هذا ما لم أقصد تماما فلزم علي التوضيح أكثر في هذا المقال وأنا بصدد إكمال الموضوع الذي بدأت.القضية القبطة في مصر لن تحل بمعزل عن مشاكل كثيرة محيطة بها، فهي ليست سوى نتيجة لظروف متعاقبة داخلية وخارجية مرت بالشعب المصري، التعصب الأجوف الذي ساد الشخصية المصرية لإحباطاته المستمرة وققدان ثقته بأي فكر أو جهة، ساقت إنتماءاته وأفكاره نحو الأمل الميتافيزيقي، المواطن المصري المهان المطيع المستسلم اليائس لا يجد من قشة ليتعلق بها سوى تراثه الذي يحكي أنه كان يوما جزءا من أمة عظيمة، التعصب هو سمة العصر، نعيش عصر الزحف اليميني القومي والديني على حد سواء،في ظل هذه ظروف في مجتمعات مهزومة تشتعل النعرات الطائفية، المسلمون العاجزون عن صد الضربات الثقافية والعسكرية المتلاحقة عليهم، مع معرفتهم تماما أنهم ينقرضون وهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم، والمسيحيون الذين عانوا الأمرين ويرون التيار الإسلامي الرجعي قادما بشدة حتى إلى كراسي الحكم...كل ينفس عن غضبه في الأخر، لكن طبعا ولأن المسلمون أغلبية (بالإضافة أننا نعيش مسيحية ما بعد الإصلاح والتنوير في حين مازلنا نعيش إسلام ما قبل التنوير والإصلاح) فالضرر الواقع على المسيحيين من قبل المسلمين أكثر من العكس الذي لا يتجاوز خطاب كراهية يبالغ في شيطنة الأخر ويطالب بحلول غير عملية (من نوعية طرد كل المصريين المسلمين من مصر أو تعديل ما يروه مخالفا للمواطنة في القران)يبقى لي أن أوضح أن الحركة القبطية ستكسب كثيرا من علمنة خطابها بعيدا عن النزعات الدينية أو العرقية أو الطائفية، بذلتم مجهودا قويا لتعلموا الكثير منن المصريين أن قضية الأقباط هي قضية مصر لا تصبغوها الأن بالمسيحية، لا تخلطوا بين الخطاب الديني والخطاب السياسي،كل ما أطلبه هو أسلوب عملي براجماتي الذي سيخدم قضيتكم وقضية كل من يهمه أمر مصر، لا تتظاهر أمام الكنيسة ، تظاهر أمام مجلس الشعب،،، لا تتظاهر من أجل وفاء قنسطنطين تظاهر من أجل إلغاء خانة الديانة من الهوية،،لا تنساق وراء المسترزقين بالقضية ،(من نكرات وعاطلين منحتهم الظروف فرصة ليصنعوا شيئا من أنفسهم على حساب القضية)هم يستغلون غضبك وإحساسك بالغبن ليسوقوا أفكارا إنعزالية وعنصرية ستحرقنا جميعا، للأقباط حقوق مساوية لكل المصريين إنطلاقا من أنهم مواطنون مصريون مثلهم مثل الجميع ، أعذرني من ينظر إن لهم حقوقا أكبر من بقية المصريين إنطلاقا من أنهم مواطنون أصليون، بالإضافة لنازيته وعنصريته فهو غبي وينم طرحه الأبله على أنه لم يسمع من قبل عن المنهج العلمي...فبالمقارنة بين عدد سكان الجزيرة العربية (الذي جاء منها الغزاة) وبين عدد سكان مصر وقت الغزو ، سنعلم بالتأكيد أن من المستحيل أن يشكل هؤلاء (الغزاة) السواد الأعظم من تعداد الشعب المصري بعد ذلك (منطقيا كده متجيش)بغض النظر عن أنه ليس هناك أي عرق نقي حاليا..وكلنا نتيجة إختلاط أعراق وألوان وأجناس يعلم الله ما عددها...ثم..كيف يصل الخطاب القبطي إلى هذا التعصب النازي الذي يسلب مواطنين مصريين لا موطن أخر لهم غير مصر وحملوا الجنسية المصرية هم وأجدادهم..إنتماءهم؟؟؟هل سنطالب قريبا بإجراء إختبار ( ديه إن إيه) لنحتفظ بجنسياتنا؟؟؟ أي عقل مريض ينظر لمثل هذه أفكار ،، والتي للعلم إذا إنتشرت وأصبحت الطرح الرسمي القبطي فمن رابع المستحيلات أن يحصلوا على أي شيء.. هذا لو لم يلفظهم المجتمع المصري بأكمله..طالب بحقك، أعلن مطالبك تظاهر نظم عصيان مدني.. لكن إنطلاقا من مصريتك لا مسيحيتك..واعلم أنك بدفاعك عن حقك المسلوب تقدم خدمة لمصر كلها،، ففكر كيف تخدمها إذا كانت تهمك؟

في نقد الخطاب القبطي

أولا يجب علي توضيح إني من المناصرين لحقوق الأقليات بوجه عام والأقباط المسيحيين بوجه خاص، وعلى الرغم من عدم كوني منتميا لهذه الطائفة ولكني أؤمن بحقوقها تمام الإيمان إستنادا على ما أؤمن به من مفاهيم المساواه والمواطنة والعلمانية، وكنت دوما و(وما زلت) متفائلا ومقدرا لما يبذله أفراد هذه الطائفة من مجهود ليحققوا المساواة المستحقة التي حرموا منها على مختلف الأصعدة لفترات طويلة..ومنطلقا من حرصي على هذه الحركة وجب علي نقد ما أراه أخطاءا قاتلة في طرحهم وليعتبروها نقدا ذاتيا بناءا من متعاطف ومساندإحقاقا للحق فالحركة القبطية المصرية للأسف ذات توجه طائفي في الغالب (طبعا ليس الكل حتى لا أقع في مغالطة التعميم) فالقضية بالنسبة للكثير من ناشطيها هي وبكل بساطة إثبات لحقوق الطائفة الأرثوذكسية في الوطن وقصره عليهم، حتى أن التعليقات تصدر عن بعض من يدعي العلمانية منهم تدعو إلى طرد كل المصريين الذين يدينون بالإسلام من مصر، وتحول الصراع ضد الطائفية إلى ترسيخ لمفاهيم الطائفيةوظهر ذلك جليا عندما أقحمت إقحاما قضية النوبة والمرأة والقرانيين على مؤتمرواشنطن وبدت هذه القضايا دخيلة فالقصد والمعني هو مشكلة الأقلية القبطية.. ولكن للموضوعية يجب أن نعلم ما سبب ذلك .. فالمسيحيين في مصر ليسوا من سكان المريخ ، بل هم نتاج نفس الخطاب الذي تربي عليه كل شعب مصر بكل معتقداته ، نفس التعليم الموجه القاتل للإبداع حتى نفس الخطاب الديني الإقصائي (الأرثوذكسية الإسلامية والأرثوذكسية المسيحية) ومصابون بكل الأمراض الفكرية التي يعاني منها شعبنا المصري بأكمله.. ثم أن التعصب لابد وأن ينتج تعصبا مضادا..هذه هي طبيعة الأشياء.. فكيف تطلبون من المسيحي أن يكون واعيا لمفاهيم المواطنة الحقيقية، ومعنى مفهوم دولة وطنية وزميله المسلم الذي درس معه في نفس المدارس والجامعات وتربى على نفس الإعلام وفي نفس الثقافة إنتخب الإخوان المسلمين في الإنتخابات البرلمانية السابقةولا نفاجأ إن وجدنا مسيحيا يدعي أنهم السكان الأصليين للبلد والمسلمون نتاج تزاوج مع العرب الغزاه وولائهم ليس للبلد بل ولاء المسلم للإسلام أولا وأخيرا ل ولا يجدغضاضة أن يحكمه ماليزي في حين لا يحق للمصري المسيحي أن يتولى الرئاسةفهذا المسيحي هو نظير أخيه المسلم ولكنه في المعسكر المقابل.. فعل+رد فعل+عدم وعي من الطرفين= ضياع أكتر من الضياع الذي نعيش.. وخراب للبلد التي نتشدق بحبها في اليوم ألف مرة ونطعنها بجهلنا وتعصبنا في اليوم مليون مرة.. مازلنا محبوسين في تراث تجاوزه العالم منذعصور التنويرولا نعلم ما يخبيء لنا القدر في المرحلة المقبلة..فليساعدنا الله أوالطبيعة أو المسيح لا يهم المهم أن تمر عصورنا المظلمة على أمان

أخر الترانيم العدمية

رويدا رويدا…….
تذوب الساعات فوق شعلة اللامعني…
تسيل شمعا لتكوي قلبا حلم دوما بالأفق…
تذكره أن لا أفقا هناك …..
فالخط وهمي…. و البحر عبثي…
وقرصك الذهبي لا يذهب لينام بل يهجرك….
و(يكرمشك) ويرميك متقززا كمناديل (الكلينكس) ووحيدا تقف…….
متلقيا لسعات الساعات بجلدك العاري لتملأ كينونتك بالبثور و الصديد ووحيدا تقف……..
لكن بلا عزة هذه المرة بلا أوهام بطولة أسطورية
فسيزيفك يذبل وهو يراقب الأفق

Sunday, June 04, 2006

رحلة مع القبائل السلافية 1


كنت دوما متيما بهذا العالم السحري، التي تسكن فيه الأرواح أشجار البلوط وتهيم الألهة السلافية القديمة في الغابات وتحت المطر والجليد المتساقط، جنبا إلى جنب مع الأقزام ومصاصي الدماء ، عالم سحري ذو مذاق مشروب الفودكا المثلجة وأنغام البلاليكا.. قد يكون كتابة هذا الموضوع من أصعب ما كتبت في المنتدى، فمع قلة ماتبقى بعد مذابح المسيحية ومحارق العصور الوسطى، والخلط الرهيب الذي حدث بين هذه المعتقدات الوثنية النقية والكاثوليكية الرومانية التي اكتسحت المنطقة من الغرب واحرقت كل من خالف قانون الإيمان بالهرطقة وممارسة السحر وهدمت معابدهم و حاولت أن تمسح أثارهم.. مع كل هذا يصبح محاولة كتابة موضوع عن هذه الديانات أمر صعب ولكنه ليس مستحيلا فلن أكتبه على مرة واحدة بل سأتناول في كل مداخلة موضوعا مختلفا . قصة الخلق عند السلاف,,,,,, في البدء كان الأرض كلها ماء.. وكان أبو الألهة( شفينتوفيدswiatowid ) يبحر في هذا البحر المترامي الأطراف ،،،حتى إنقسم إلى كيانين مختلفين ليعطي إذنا لبداية إلهين.. 1- سفاروجيتس swarozyc 2- فيليس weles يبحر سفاروجيتس كما كان ديدن أبيه في البحر المترامي، بينما يسكن فيليس أعماق هذا البحر... وسويا قرروا خلق هذا اليابس التي نعيش عليه حاليا، لأنهم كانوا يعلمون أنه مشروع ضخم لن يقدر أحدهم بمفرده القيام به.. غاص إله الأعماق فيليس حتى استطاع أن يحمل حفنة من الرمال من قاع البحر و أعطاها لسفاروجتس الذي صنع منها جزيرة صغيرة ، كانت أول ما خلق في هذا العالم.. وهنا بدأ أول صراع بين الإخوة... فالجزيرة الصغيرة لا تكفي لهما معا لكي يقفا عليها.. وبدأ الطمع يقض مضجع فيليس... حتى حاول دفع أخيه من فوق الجزيرة وهنا كانت المفاجئة، إذ أنه كلما حاول دفع سفاروجتس ترتفع اليابسة وتمتد لتحمي سفاروجتس من الغرق حتى امتدت أطراف اليابسة واتسعت الجزيرة ليتشكل العلم كما نعرفه الأن... استمرت الحرب بين الأخوين طويلا حتى انتصر سفاروجتس على أخيه فيليس، ولكنه لم يقتله فحكمة الألهة علمته أنه لن يصبح قادرا على خلق أي شيء بدون أخيه..... ولكن لاتقاء شره أرسله إلى بئر عميق في البحر و سلسله بسلاسل قوية في أعمق صخور بحر البلطيق ، ويحاول من وقتها فيليس تكسيرها والتخلص من قيوده،، وليس هبوب رياح بحرالبلطيق العاصفة إلا صرخات فيليس وهو يحاول أن يكسر قيده... ومحملا بالألم يرحل سفاروجيتس ويهجر الأرض ليسكن السماء ويصبح إلاها للصواعق.. ويترك الأرض لسلسلة مختلفة من الألهة و أنصاف الألهة والارواح التي تسكن الأشجار والبشر..

عدنا....بيرون ونلاحط أن معظم الرموز السلافية الوثنية قد أصبحت مرتبطة بعبادة الشيطان نتيجة للتأثير الكاثوليكي.بانثيون الألهة1- الألهة الأساسية2- ألهة النار3- ألهة القمر4- ألهة الطبيعة5- ألهة المصير1-الألهة الأساسيةا-إله الصواعق والسماء والحربفي صوره و أشكالة المختلفة :1- بيرون perunالذي ما زالت الصواعق في معظم اللغات السلافية مشتقة من إسمه..وعند أهل ليتوانيا كان بيرون يسكن في أقدم شجرة بلوط في المنطقة، وإمتداد جذور هذه الشجرة في الإتجاهات الأربعة كان رمزا عن قوة بيرون في الحماية من الاعداء.وطالما كانت الصواعق رمزا لقوة الألهة وبطشها لذلك ففي الغرب والشمال السلافي (بولنده والتشيك حاليا) كان من تضربه صاعقة يعامل كقديس مسه بيرون وكانوا يحتفظون بصخور من المنطقة التي ضربتها الصاعقة للتبرك..وكان بيرون أيضا في شمال روسيا (polab) وساحل البلطيق يرمز له بالمطرقة العملاقة (لاحظ تشابه ذلك مع ثور عند الفايكنج) وكان سكان المنطقة هم الأكثر إهتماما بالجانب الحربي للألهة لأنهم أطول من حاربوا الفايكنج ثم السيطرة المسيحية حتى هزموا ودمرت معابدهم..شفانتوفيدświętowidصورة أخرى (أو أقنوم أخر إذا جاز التعبير) من بيرون ولكنها أكثر روحانية،والإسم أشتق منشفيد تعني إزدواج القوة السحريةفيد تعني السيدرويفيت و جاردجتس وياروفيد أو Rujewit i Gardźc i wlodogoszczكلها صور أخرى لنفس الإله تختلف مع إختلاف الحاجة أو الزمان أو المكان...بربيروناperperunaوهذه الصورة الأنثوية من بيرون وعبدت في الجنوب السلافي (صربيا و كرواتيا) وكاننت أيضا إلها للمطر..ب- فيليسإله البحر الذي تحول إلى إله الأيمان (يقسم به) والسحر والحياة الأخرىإسمه مشتق من التنبؤ أو الرؤية...يقسم به العامة بينما يقسم المحاربون ببيرون.ومن يحنث بقسمه يحوله فيليس إلى ذهب و يعذبه (كان ذلك تفسيرهم لمرض الصفراءjundice)وكان أيضا ملهم الشعراء وحاميهم.و إلها للموت والبعث والحياة الأخرى، حيث كانوا يدفنون موتاهم في وضع الجنين، وتصورهم عن نافيا(الحياة الأخرى)مقارب للتصور الإغريقي (من نهر وقارب وما إلى ذلك)

Thursday, June 01, 2006

هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين


هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين
نبدأ كلامنا بالتأكيد على إن مصر شعب واحد، فمع إن الشعب المصري عرقيا هو خليط بين أعراق وقوميات مختلفة ، صنعت هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين،،لكن هذه الأعراق ذابت وإختلطت في بوتقة الثقافة المصرية، لتختم بختم الثقافة المصرية.. وخلق ذلك تجانسا بين فئات وطوائف المصريين قل أن تجده في بلدان أخرى..مؤخرا إنتشرت دعوات إنعزالية من بعض فئات المصريين (المسيحيين) أنهم مختلفون وأنهم هم المصريون الأصليون، والبقية كوكتيل من عرب وترك وعجم..وظهرت في نفس الوقت دواعي مضادة بأن المسلمون المصريون أقرب للمصريين القدماء، لأن –على حد زعم صاحب الرأي-عند الغزو العربي أسلم الفقراء من الشعب منعوام المصريين (غير القادرين على دفع الجزية) وتمسكت الطبقة الغنية (وهي طبقة ذات أصول يونانية ورومانية) بإيمانهم المسيحي..طبعا كلا الدعوتين باطلتين و بعيدين جدا عن الحقيقة..فمن البلاهة أن نعتقد أن هناك عرقا مصريا نقيا،خصوصا مع موقع مصر المتوسط، فالمصريون بدأوا بالإختلاط بالأعراق الأخرى حتى قبل الغزو –أو الفتح أيهما تفضل- العربي بألاف السنين..منذ فجر التاريخ والمصريون القدماء يختلطون مع بدو سيناء وبربر شمال أفريقيا والنوبيون الأفارقة من الجنوب..يحكم مصر أسرات ليبية ونوبية وهكسوسية .. نتعرض لغزو فارسي .. نتتمازج كل هذه الاعراق لتذوب تحت إسم (مصريون)..بالنظر للتماثيل والرسومات الفرعونية سنرى فرعونا أسود وفرعونا أبيض وفرعونا يشبه سكان حوض المتوسط..الإختلاط الكبير الذي حدث بين البطالمة –يونانيو الأصل- والمصريين ، حتى أن اللغة القبطية التي نشأت في ذلك الوقت – واستبدل المصريون بها لغاتهم القديمة- هي من أقرب اللغات لليونانية ..بالإضافة للجالية اليهودية الكبيرة التي شكلت في وقت من الأوقات حوالي ربع سكان مصر..أما بعد الغزو العربي فكانت مصر هدفا لهجرات متتالية من عرب الجزيرة، واستقر معظمهم في الصعيد أو على حدود المدن،، فمن إستطاعمنهم أن يصبح مصريا أصبح ومن لم يستطع هام في صحاري مصر راعيا متنقلا كما كان طوال تاريخه..بعد ذلك ونظرا لكون مصر جزء من الإمبراطورية الإسلامية توالت على مصر الهجرات من شوام وأتراك وأبخاز وتتر وأكراد وألبان إختلطوا تماما وأصبحوا ضمن نسيج الشعب المصري يحملون نفس ثقافته..كلما ذكرت ليس إلا تأكيدا على إن المصرية إنتماء ثقافي وتاريخي،، وليس عرقي إثني،،ليس هناك أي فئة مصرية تستطيع أن تدعي لنفسها تميزا أو حقا تاريخيا عن الفئات الأخرى.. ذابت كل الأجناس والأعراق فينا ..مرت على مصر أيام يونانية وأيام فارسية وأيام تركية وأيام عربية.. عظمة مصر أنها كانت –ومازالت- قادرة على إحتواء أي ثقافة أو عرق ليضيف لها غنى وتنوع وتصبغه بأختامها المقدسة..

جدتي ودعاة التوريث



جدتي ودعاة التوريث

على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تابعت بمزيج من الدهشة وخيبة الأمل .. مقالات لكتاب أحترمهم شخصا وفكرا، تروج لدعاوى توريث الحكم في مصر (بغض النظر عن كونه توريثا مباشرا أو من خلال إحدى مسرحيات الديموقراطية التي تنصبها حكومتنا الرشيدة عندما تحتاج أن تمرر شيئا لا يمر)..
و طبعا هذا التأييد ناتج عن خوفهم الشديد من التيار الديني متمثلا في الإخوان المسلمين..
وهكذا ولمرة أخرى يثبت المثقفون المصريون أنهم يفكرون بنفس العقلية المصرية العتيدة التي هي السبب لكل ما وصلنا له من تردي ...
نفس اللثقافة المستقبلة للحدث .. العاجزة تماما عن المبادرة.. نفس الثقافة التي تحمل جدتي العجوز وتعبر عنها- بعد أن تمصمص شفتيها علامة على عدم الحيلة- قائلة ((إيه اللي رماك على المر- اللي أمر منه))..
هل ندرك أولا أن خلافنا مع النظام الحاكم ليس خلافا شخصيا مع الطيار محمد حسني مبارك؟؟
ألا ندرك أن خلافنا الأساسي هو مع الذي يمثله الرئيس والوزراء والحزب الواطي الديموقراطي والمحليات ووزارة الداخلية (بل والمعارضة المستأنسة) التي تشكل كلها النظام الفاسد الكليبتوقراطي الدكتاتوري الفاشل...!!
إذا فرضوخنا للتوريث خوفا من تيار محدد ليس إلا مسكن قصير المفعول ،، فالطغمة الحاكمة لن تتغير ، نفس مراكز القوى نفس الفاسدين، بغض النظر عن إسم الجالس على قمة الهرم (حسني ، جمال، كمال،، صفوت كان أو عمر)..
الظروف التي أدت إلى نمو التيار الديني مازالت هنا، نفس الفساد والقمع والفقر والجهل...
هل نتوقع أن تقوم نفس الحكومة (الفاقدة للمصداقية عند كل فئات الشعب) أن تقرر الأن أن تصلح ما أفسدت أو على الأقل عجزت عن إصلاح على مدى عشرات السنين؟؟
طبعا لن يحدث، ستبقى الشعارات الدينية الفاشية العاطفية الخالية من المضمون.. هي الحل الوحيد في عقول المواطنين ، خصوصا وإنه لم يجربها على أرض الواقع..
على سبيل المثال التأييد الشعبي لحماس في الأراضي الفلسطينية إنخفض وبشدة حتى بين مؤيديهم، لأن الشعب الفلسطيني إختبر حماس على أرض الواقع ، وفهم عدم واقعية ما ينادون به..
في ظل غياب ما أريد لا أختار أن أورث بل أختار أن يعطى المواطن الحق في أن يختار من يحكمه.. أختار الحرية والديموقراطية وإلا فلن يتعلم المواطن قط.....
هل معنى ما قلت إني أريد الإخوان في الحكم؟؟؟؟
لا وألف لا.. بل أرفض كل ما يمثلون وكل ما ينادون به على طول الخط..
وسأقف أمام مجيئهم للحكم بكل قوتي بالتعبير عن رأييا ومحاولتي البحث عن البديل الثالث..
ويدمي قلبي حزنا على ما وصلنا له، وكيف مازلنا ننوم مغناطيسياإبتغاء العزاء الميتافيزيقي لنتبع حكما فاشيا ثيوقراطيا في عصر أصبحنا فيه أضحوكة بين الأمم..
ولكن ..
لست واصيا على شعب تعداده 75 مليون إنسان..
الإخوان قادمون لأنهم نجحوا في أن يجعلوا من قدومهم رغبة شعبية في حين إكتفى العلمانيون والليبراليون واليساريون بإجترار بعض الأفكار في الغرف المغلقة وعلى الشبكة العنكبوتية..
الإخوان قادمون على أنقاض فشلنا
الإخوان قادمون لأننا وصلنا إلى مرحلة (نحن المنادون بالديموقراطية والليبرالية) نختار فيها أن نورث مثل قطيع من الغنم..

إسكندرية


تخليدا لذكرى من كان متحضرا ومتمدنا بكل معانى الكلمتين قبل أن يسطر أول حرف في التاريخ، تخليدا لحضارة قامت على أكتافها كل حضارات الانسانية أكتب هذا الموضوع. أكتب هذا الموضوع كاجابة لمن يسأل دائما أين ذهبت حضارتك وعلومك وفنونك يا مصر
السرابيوم
لسبعة قرون وحتى عام 391المعبد الرئيسي لعاصمة مصر (يقع في حي راكوتس بالاسكندرية) بناه بطليموس الأول ، وكان يحتوي على نصف مليون كتاب (برديات مكتبة الاسكندرية الأشهر) في مختلف العلوم والفنون والأداب ،تحمل مجمل معارف حضارات مصر القديمة وكانت الاسكندرية هي أهم مركز ثقافي في العالم القديم حتى رغم خضوع مصر للحكم الروماني لأربعة قرون حيث عاش المصريون واليهود واليونانيين والمقدونيين جنبا الى جنب ووفد الباحثون من جميع أنحاء العالم (من ايطاليا واليونان والشام والأناضول والفرس والهند) ليشكلوا خليطا كوزموبوليتانيا محبا للمعرفةومهتما فالفلسفة، ( أن أول ترجمة لكتب التوراة من العبرية الى اليونانية كانت الاسكندرية موطنا له) وأصبحت التوراة في متناول جميع المثقفين بعد أن كانت حكرا على كهنة اليهود.. وكانت مصر حتى هذا الوقت الأراضي المقدسة بالنسبة للعالم وكان الحجاج يأتون من كل أرجاء المعمورة -بما فيهم أباطرة الرومان- ليصلوا في معابد سرابيس وايزيس التي انتشرت عبادتها وتماثيلها في أوروبا القديمة حتى أنجلترا ...
النهاية
هذا الوضع انهى عندما قرر الامبراطور ثيودوسيوس الأول القضاء على اعتقادات الهرطقة(التى لا تلتزم بتعاليم روما وفرض دستور الايمان المسيحي الذي قرره مجمع الأساقفة في نيقيا 325 .
الحدث
في أحد أيام 391 خرج البطريرك ثيوفيلوس بأمر من ثيودوسيوس على رأس تظاهرة كبيرة (تذكرنا بمظاهرات الدهماء الأخيرة في الاسكندرية) من مقره في حي بروخيون حتى وصلوا الى حي راكوتس سائريين في شارع كانوبي الذي أمتد موازيا للساحل (الكورنيش حاليا) في حماس غاضب ، وبدأوا في تسلق الأسوار والدرج المؤدي الى ساحة المعبد، ولم يهتم الغوغاء بالحلى الذهبية ولا المجوهرات الثمينة أو التماثيل الرخامية والبرونزية والسجاجيد والستائربل دمروا كل شيء وحولوه الى ركام ودمروا حتى أعمدة الرخام بما رسمه الفنانون عليها حتى انقضوا على الجناح الذي به مكتبة الاسكندرية الكبرى وسط صيحات الفرح والحماس المحموم ومزقوا الكتب ثم ألقوها في نيران مشتعلة ثم بدأوا قتل الباحثين بطريقة وحسشة حتى استطاعوا قتا أخر باحث بعدها ببضع سنين، حينعندما أوقف عصابة من الرهبان عربة هيباتيا التى خلفت أبوها كاستاذ للفلسفة بالاسكندرية ونزعوا ملابسها وجروها حيت قتلوها وقطعوا لحمها قطعا وأحرقوه حتى يرضى يهوة الذي يسيل لعابه لرائحة الشواء (وكانت تهمتها أنها هرطوقية لأنها تدرس فلسفة أفلوطين)

Tuesday, May 30, 2006

يحدث حاليا في مصر




قبل أن نضرب بالجزمة



تمتليء كتابات المثقفين وحاملين هم الوطن بالتنبؤات (المؤكدة) أن التيار الديني سيكتسح ويقوى في مصر في الأيام القادمة شاء من شاء وأبى من أبى....نجح التيار الإسلامي في النمو لأسباب يعرفها الجميع وإن كان أبرزها هو إختفاء المعارضة القوية فيضيع المواطن بين حكومة فاسدة كليبتوقراطية وأحزاب معارضة مستأنسة أو فاقدة لأي قاعدة شعبية وفاقدة حتى للقدرة على إقناع المواطن بأيديولوجياتها(مثل حزب التجمع الممثل لليسار المعارض والذي لم يشارك في إعتصامات العمال..أمال يساري إزاي يعني!!!!)وفي ظل شعب هو تاسع شعب في العلم في نسبة الأمية،و أفضل جامعاتها جامعة القاهرة تحتل المركز 4747 طبقا للتصنيف الأخير.... ينعدم الوعي السياسي تماما و...تعتبر العلمانية على سبيل المثال مرادفا للكفر... فبالإستبعاد لا يبقى إلا التيار الديني ليتعاطف المواطن معه ويثق به وهو تيار في منتهى الدهاء السياسي وعرف كيف يداعب أحلام المواطن بحياة أفضل وأخرة أفضل بطريقة 2 في 1...وطبعا بكونهم (سنيين وبتوع ربنا على حد تعبير المصري البسيط) ونظرا للقمع الذي يواجهون من قبل الدولة ... كسبوا أرضية لا بأس بها في الشارع ...قرأت اليوم إن رئيس الوزراء المصري (أحمد نظيف) قد أعلن أن جماعة الإخوان لن يسمح لها بالترشيح للمجلس النيابيي المرة القادمة.. وهذا لعمري أغبى ما قد تفعل حكومتنا الغير رشيدة ،، فأكثر المحللين تفاؤلا سيؤكد أن هذا التصرف على الأقل سيزيد التعاطف مع التيار الإسلامي بما سيزيد من أوجاع الوطن ..لا يعني ذلك الرضى بالأمر الواقع فالتيار الديني يثبت يوميا إن الثقة فيه مستحيلة،، بمواقفه الميكيافيلية وتصريحاته المتضاربة...وأعتقد إن تصريحات مرشد الإخوان المطززين الأخيرة (وعندما نصل للسلطة اذا قال احد كلاما سيئا عن ضد الإخوان فسيضربه محبو الإخوان بالاحذيه)الحل هو في تقديم الخيار ااثالث الحقيقي للشعب المصري،، أن أوان نزول العلمانيين من أبراجهم العاجية للشارع وللمواطن ...التوعية ليست مستحيلة،الهدف هو الوصول للمواطن العادي وإفهامة مفاهيم المواطنة والعلمانيةوالبراجماتية و المتغيرات السياسية من حوله ،، إفهامه حقوقه وواجباته.. فتح مداركه وكسر الحوائط العازلة التي بنتها ثقافته بينه وبين الأخر..الحل هو الوصول للجماهير..لنفكر سويا كيف نستطيع أن نصل للجماهير،، ومرحبا بمشاركاتكم.. وللحديث بقية..
تمتليء كتابات المثقفين وحاملين هم الوطن بالتنبؤات (المؤكدة) أن التيار الديني سيكتسح ويقوى في مصر في الأيام القادمة شاء من شاء وأبى من أبى....نجح التيار الإسلامي في النمو لأسباب يعرفها الجميع وإن كان أبرزها هو إختفاء المعارضة القوية فيضيع المواطن بين حكومة فاسدة كليبتوقراطية وأحزاب معارضة مستأنسة أو فاقدة لأي قاعدة شعبية وفاقدة حتى للقدرة على إقناع المواطن بأيديولوجياتها(مثل حزب التجمع الممثل لليسار المعارض والذي لم يشارك في إعتصامات العمال..أمال يساري إزاي يعني!!!!)وفي ظل شعب هو تاسع شعب في العلم في نسبة الأمية،و أفضل جامعاتها جامعة القاهرة تحتل المركز 4747 طبقا للتصنيف الأخير.... ينعدم الوعي السياسي تماما و...تعتبر العلمانية على سبيل المثال مرادفا للكفر... فبالإستبعاد لا يبقى إلا التيار الديني ليتعاطف المواطن معه ويثق به وهو تيار في منتهى الدهاء السياسي وعرف كيف يداعب أحلام المواطن بحياة أفضل وأخرة أفضل بطريقة 2 في 1...وطبعا بكونهم (سنيين وبتوع ربنا على حد تعبير المصري البسيط) ونظرا للقمع الذي يواجهون من قبل الدولة ... كسبوا أرضية لا بأس بها في الشارع ...قرأت اليوم إن رئيس الوزراء المصري (أحمد نظيف) قد أعلن أن جماعة الإخوان لن يسمح لها بالترشيح للمجلس النيابيي المرة القادمة.. وهذا لعمري أغبى ما قد تفعل حكومتنا الغير رشيدة ،، فأكثر المحللين تفاؤلا سيؤكد أن هذا التصرف على الأقل سيزيد التعاطف مع التيار الإسلامي بما سيزيد من أوجاع الوطن ..لا يعني ذلك الرضى بالأمر الواقع فالتيار الديني يثبت يوميا إن الثقة فيه مستحيلة،، بمواقفه الميكيافيلية وتصريحاته المتضاربة...وأعتقد إن تصريحات مرشد الإخوان المطززين الأخيرة (وعندما نصل للسلطة اذا قال احد كلاما سيئا عن ضد الإخوان فسيضربه محبو الإخوان بالاحذيه)الحل هو في تقديم الخيار ااثالث الحقيقي للشعب المصري،، أن أوان نزول العلمانيين من أبراجهم العاجية للشارع وللمواطن ...التوعية ليست مستحيلة،الهدف هو الوصول للمواطن العادي وإفهامة مفاهيم المواطنة والعلمانيةوالبراجماتية و المتغيرات السياسية من حوله ،، إفهامه حقوقه وواجباته.. فتح مداركه وكسر الحوائط العازلة التي بنتها ثقافته بينه وبين الأخر..الحل هو الوصول للجماهير..لنفكر سويا كيف نستطيع أن نصل للجماهير،، ومرحبا بمشاركاتكم.. وللحديث بقية
..

يا رايح كتر من الفضايح



فقد النظام المصري توازنه تماما مؤخرا، وكوجش جريح يدري تماما أن نهايته قريبة إن عاجلا أو أجلا، فالضغط يولد الإنفجار والشعب المصري شعب حمول إلى أقصى درجة لكن للصبر حدود،،إعتداء على القضاة وإعتداء على من يساندون القضاة، في حين (المختلين) يهاجمون الكنائس والشواطيء السياحية (لكن طبعا الحكومة ليست متفرغة لمثل هذه التفاهات)(سقطت الأقنعة)غرقت العبارة وصرخ كل المصريون ولسان حالهم يقول لا تتركوا الجاني يهرب، ثم وبكل صفاقة هرب مالك العبارة إلى لندن وتحدث إبنه من لندن تليفونيا إلى أحد البرامج التلفزيونية، قضى الشعب المصري والصحافة سنين يحذرون من أن يوسف والي ينفذ مخططا شريرا لتدمير صحة المواطن المصري ثم بعد الكشف عن ذلك لم يقدم الرجل حتى لمحاكمة صورية (بل ينبغي علينا إرسال خطاب شكر له على سرطنة الشعب)، فقدنا حتى إحساسنا بالأمن في أماكن العبادة ، فقدنا أي مشروع قومي نلتف حوله عوضا عن الطائفية المقيتة،ما سبق ليس إلا أمثلة لحياة المواطن المصري اليومية ،و لئن شكرتم لأزيدنكم،(اللي مش عاجبه يشرب من البحر)القضاه الموكلين بمراقبة الإنتخابات يعلنون إنها مزورة، وعوضا عن فتح تحقيق في ما حدث أو إعادتها،، أعتقل القضاة وقدموا للمحاكمة..(اللي بيزمر مبيخبيش دقنه)سحل وضرب وإعتقال وإهانات لا تفرق بين رجل وامرأة، بين مثقف ومواطن بسيط، بين شاب في مقتبل العمر وشيخ،، كل هذا يمارس أمام كاميرات الصحافة العالمية،،(يا بخت من كان النقيب خاله)هذه المرة الإدارة الأمريكية العظيمة (شرطي ومحرر الشعوب ومبعوثة ألهة الديموقراطية في الأرض) تتعامى تماما عن كل ما يحدث للشعب المصري المسجون وينتهك ويعذب يوميا و يصدر منها كل فترة تصريح خائب وخجول لا يسمن ولا يغني من جوع ، حتى إن الصحافة الأمريكية بدأت في إنتقاد الموقف الرسمي الأمريكي العجيب من النظام المصري وإتهمت صحيفة بوسطن جلوب الأسبوع الماضى بوش أنه يتعامى عن القمع فى مصر، ونقلت صحيفة هيرالد تربيون الدولية المقال نفسه .(ما حك جلدك مثل ظفرك وخلاص مبقاش فيها كسوف)قد يكون الشعب المصري غير واعي سياسيا وقد لا يملك أي رؤية مستقبلية عن ما سيحدث إذا أزيح النظام (الحمد للنظام ومصر أصبحت في المركز التاسع علي مستوى العالم في الأمية) ، عشنا طويلا في الفقر والقمع والجهل وإنعدام الرعاية الصحية ، عشنا طويلا صم بكم عميان، عشنا بلا حق في إبداء الرأي (إذا سمحت لنا الظروف أن يكون لنا رأيا أساسا)لكن الصراع وصل لمرحلة مختلفة....... الصراع أصبح صراع بقاء، فالنظام قرر أن يتحدى أقوى غريزة عند 75 مليون إنسان غريزة البقاء.. (كفايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة)

(كفايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
)
http://www.rezgar.com/search/search.asp?U=1&Q=%C3%CD%E3%CF+%D8%C7%D1%DE