Sunday, June 04, 2006

رحلة مع القبائل السلافية 1


كنت دوما متيما بهذا العالم السحري، التي تسكن فيه الأرواح أشجار البلوط وتهيم الألهة السلافية القديمة في الغابات وتحت المطر والجليد المتساقط، جنبا إلى جنب مع الأقزام ومصاصي الدماء ، عالم سحري ذو مذاق مشروب الفودكا المثلجة وأنغام البلاليكا.. قد يكون كتابة هذا الموضوع من أصعب ما كتبت في المنتدى، فمع قلة ماتبقى بعد مذابح المسيحية ومحارق العصور الوسطى، والخلط الرهيب الذي حدث بين هذه المعتقدات الوثنية النقية والكاثوليكية الرومانية التي اكتسحت المنطقة من الغرب واحرقت كل من خالف قانون الإيمان بالهرطقة وممارسة السحر وهدمت معابدهم و حاولت أن تمسح أثارهم.. مع كل هذا يصبح محاولة كتابة موضوع عن هذه الديانات أمر صعب ولكنه ليس مستحيلا فلن أكتبه على مرة واحدة بل سأتناول في كل مداخلة موضوعا مختلفا . قصة الخلق عند السلاف,,,,,, في البدء كان الأرض كلها ماء.. وكان أبو الألهة( شفينتوفيدswiatowid ) يبحر في هذا البحر المترامي الأطراف ،،،حتى إنقسم إلى كيانين مختلفين ليعطي إذنا لبداية إلهين.. 1- سفاروجيتس swarozyc 2- فيليس weles يبحر سفاروجيتس كما كان ديدن أبيه في البحر المترامي، بينما يسكن فيليس أعماق هذا البحر... وسويا قرروا خلق هذا اليابس التي نعيش عليه حاليا، لأنهم كانوا يعلمون أنه مشروع ضخم لن يقدر أحدهم بمفرده القيام به.. غاص إله الأعماق فيليس حتى استطاع أن يحمل حفنة من الرمال من قاع البحر و أعطاها لسفاروجتس الذي صنع منها جزيرة صغيرة ، كانت أول ما خلق في هذا العالم.. وهنا بدأ أول صراع بين الإخوة... فالجزيرة الصغيرة لا تكفي لهما معا لكي يقفا عليها.. وبدأ الطمع يقض مضجع فيليس... حتى حاول دفع أخيه من فوق الجزيرة وهنا كانت المفاجئة، إذ أنه كلما حاول دفع سفاروجتس ترتفع اليابسة وتمتد لتحمي سفاروجتس من الغرق حتى امتدت أطراف اليابسة واتسعت الجزيرة ليتشكل العلم كما نعرفه الأن... استمرت الحرب بين الأخوين طويلا حتى انتصر سفاروجتس على أخيه فيليس، ولكنه لم يقتله فحكمة الألهة علمته أنه لن يصبح قادرا على خلق أي شيء بدون أخيه..... ولكن لاتقاء شره أرسله إلى بئر عميق في البحر و سلسله بسلاسل قوية في أعمق صخور بحر البلطيق ، ويحاول من وقتها فيليس تكسيرها والتخلص من قيوده،، وليس هبوب رياح بحرالبلطيق العاصفة إلا صرخات فيليس وهو يحاول أن يكسر قيده... ومحملا بالألم يرحل سفاروجيتس ويهجر الأرض ليسكن السماء ويصبح إلاها للصواعق.. ويترك الأرض لسلسلة مختلفة من الألهة و أنصاف الألهة والارواح التي تسكن الأشجار والبشر..

عدنا....بيرون ونلاحط أن معظم الرموز السلافية الوثنية قد أصبحت مرتبطة بعبادة الشيطان نتيجة للتأثير الكاثوليكي.بانثيون الألهة1- الألهة الأساسية2- ألهة النار3- ألهة القمر4- ألهة الطبيعة5- ألهة المصير1-الألهة الأساسيةا-إله الصواعق والسماء والحربفي صوره و أشكالة المختلفة :1- بيرون perunالذي ما زالت الصواعق في معظم اللغات السلافية مشتقة من إسمه..وعند أهل ليتوانيا كان بيرون يسكن في أقدم شجرة بلوط في المنطقة، وإمتداد جذور هذه الشجرة في الإتجاهات الأربعة كان رمزا عن قوة بيرون في الحماية من الاعداء.وطالما كانت الصواعق رمزا لقوة الألهة وبطشها لذلك ففي الغرب والشمال السلافي (بولنده والتشيك حاليا) كان من تضربه صاعقة يعامل كقديس مسه بيرون وكانوا يحتفظون بصخور من المنطقة التي ضربتها الصاعقة للتبرك..وكان بيرون أيضا في شمال روسيا (polab) وساحل البلطيق يرمز له بالمطرقة العملاقة (لاحظ تشابه ذلك مع ثور عند الفايكنج) وكان سكان المنطقة هم الأكثر إهتماما بالجانب الحربي للألهة لأنهم أطول من حاربوا الفايكنج ثم السيطرة المسيحية حتى هزموا ودمرت معابدهم..شفانتوفيدświętowidصورة أخرى (أو أقنوم أخر إذا جاز التعبير) من بيرون ولكنها أكثر روحانية،والإسم أشتق منشفيد تعني إزدواج القوة السحريةفيد تعني السيدرويفيت و جاردجتس وياروفيد أو Rujewit i Gardźc i wlodogoszczكلها صور أخرى لنفس الإله تختلف مع إختلاف الحاجة أو الزمان أو المكان...بربيروناperperunaوهذه الصورة الأنثوية من بيرون وعبدت في الجنوب السلافي (صربيا و كرواتيا) وكاننت أيضا إلها للمطر..ب- فيليسإله البحر الذي تحول إلى إله الأيمان (يقسم به) والسحر والحياة الأخرىإسمه مشتق من التنبؤ أو الرؤية...يقسم به العامة بينما يقسم المحاربون ببيرون.ومن يحنث بقسمه يحوله فيليس إلى ذهب و يعذبه (كان ذلك تفسيرهم لمرض الصفراءjundice)وكان أيضا ملهم الشعراء وحاميهم.و إلها للموت والبعث والحياة الأخرى، حيث كانوا يدفنون موتاهم في وضع الجنين، وتصورهم عن نافيا(الحياة الأخرى)مقارب للتصور الإغريقي (من نهر وقارب وما إلى ذلك)

Thursday, June 01, 2006

هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين


هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين
نبدأ كلامنا بالتأكيد على إن مصر شعب واحد، فمع إن الشعب المصري عرقيا هو خليط بين أعراق وقوميات مختلفة ، صنعت هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين،،لكن هذه الأعراق ذابت وإختلطت في بوتقة الثقافة المصرية، لتختم بختم الثقافة المصرية.. وخلق ذلك تجانسا بين فئات وطوائف المصريين قل أن تجده في بلدان أخرى..مؤخرا إنتشرت دعوات إنعزالية من بعض فئات المصريين (المسيحيين) أنهم مختلفون وأنهم هم المصريون الأصليون، والبقية كوكتيل من عرب وترك وعجم..وظهرت في نفس الوقت دواعي مضادة بأن المسلمون المصريون أقرب للمصريين القدماء، لأن –على حد زعم صاحب الرأي-عند الغزو العربي أسلم الفقراء من الشعب منعوام المصريين (غير القادرين على دفع الجزية) وتمسكت الطبقة الغنية (وهي طبقة ذات أصول يونانية ورومانية) بإيمانهم المسيحي..طبعا كلا الدعوتين باطلتين و بعيدين جدا عن الحقيقة..فمن البلاهة أن نعتقد أن هناك عرقا مصريا نقيا،خصوصا مع موقع مصر المتوسط، فالمصريون بدأوا بالإختلاط بالأعراق الأخرى حتى قبل الغزو –أو الفتح أيهما تفضل- العربي بألاف السنين..منذ فجر التاريخ والمصريون القدماء يختلطون مع بدو سيناء وبربر شمال أفريقيا والنوبيون الأفارقة من الجنوب..يحكم مصر أسرات ليبية ونوبية وهكسوسية .. نتعرض لغزو فارسي .. نتتمازج كل هذه الاعراق لتذوب تحت إسم (مصريون)..بالنظر للتماثيل والرسومات الفرعونية سنرى فرعونا أسود وفرعونا أبيض وفرعونا يشبه سكان حوض المتوسط..الإختلاط الكبير الذي حدث بين البطالمة –يونانيو الأصل- والمصريين ، حتى أن اللغة القبطية التي نشأت في ذلك الوقت – واستبدل المصريون بها لغاتهم القديمة- هي من أقرب اللغات لليونانية ..بالإضافة للجالية اليهودية الكبيرة التي شكلت في وقت من الأوقات حوالي ربع سكان مصر..أما بعد الغزو العربي فكانت مصر هدفا لهجرات متتالية من عرب الجزيرة، واستقر معظمهم في الصعيد أو على حدود المدن،، فمن إستطاعمنهم أن يصبح مصريا أصبح ومن لم يستطع هام في صحاري مصر راعيا متنقلا كما كان طوال تاريخه..بعد ذلك ونظرا لكون مصر جزء من الإمبراطورية الإسلامية توالت على مصر الهجرات من شوام وأتراك وأبخاز وتتر وأكراد وألبان إختلطوا تماما وأصبحوا ضمن نسيج الشعب المصري يحملون نفس ثقافته..كلما ذكرت ليس إلا تأكيدا على إن المصرية إنتماء ثقافي وتاريخي،، وليس عرقي إثني،،ليس هناك أي فئة مصرية تستطيع أن تدعي لنفسها تميزا أو حقا تاريخيا عن الفئات الأخرى.. ذابت كل الأجناس والأعراق فينا ..مرت على مصر أيام يونانية وأيام فارسية وأيام تركية وأيام عربية.. عظمة مصر أنها كانت –ومازالت- قادرة على إحتواء أي ثقافة أو عرق ليضيف لها غنى وتنوع وتصبغه بأختامها المقدسة..

جدتي ودعاة التوريث



جدتي ودعاة التوريث

على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تابعت بمزيج من الدهشة وخيبة الأمل .. مقالات لكتاب أحترمهم شخصا وفكرا، تروج لدعاوى توريث الحكم في مصر (بغض النظر عن كونه توريثا مباشرا أو من خلال إحدى مسرحيات الديموقراطية التي تنصبها حكومتنا الرشيدة عندما تحتاج أن تمرر شيئا لا يمر)..
و طبعا هذا التأييد ناتج عن خوفهم الشديد من التيار الديني متمثلا في الإخوان المسلمين..
وهكذا ولمرة أخرى يثبت المثقفون المصريون أنهم يفكرون بنفس العقلية المصرية العتيدة التي هي السبب لكل ما وصلنا له من تردي ...
نفس اللثقافة المستقبلة للحدث .. العاجزة تماما عن المبادرة.. نفس الثقافة التي تحمل جدتي العجوز وتعبر عنها- بعد أن تمصمص شفتيها علامة على عدم الحيلة- قائلة ((إيه اللي رماك على المر- اللي أمر منه))..
هل ندرك أولا أن خلافنا مع النظام الحاكم ليس خلافا شخصيا مع الطيار محمد حسني مبارك؟؟
ألا ندرك أن خلافنا الأساسي هو مع الذي يمثله الرئيس والوزراء والحزب الواطي الديموقراطي والمحليات ووزارة الداخلية (بل والمعارضة المستأنسة) التي تشكل كلها النظام الفاسد الكليبتوقراطي الدكتاتوري الفاشل...!!
إذا فرضوخنا للتوريث خوفا من تيار محدد ليس إلا مسكن قصير المفعول ،، فالطغمة الحاكمة لن تتغير ، نفس مراكز القوى نفس الفاسدين، بغض النظر عن إسم الجالس على قمة الهرم (حسني ، جمال، كمال،، صفوت كان أو عمر)..
الظروف التي أدت إلى نمو التيار الديني مازالت هنا، نفس الفساد والقمع والفقر والجهل...
هل نتوقع أن تقوم نفس الحكومة (الفاقدة للمصداقية عند كل فئات الشعب) أن تقرر الأن أن تصلح ما أفسدت أو على الأقل عجزت عن إصلاح على مدى عشرات السنين؟؟
طبعا لن يحدث، ستبقى الشعارات الدينية الفاشية العاطفية الخالية من المضمون.. هي الحل الوحيد في عقول المواطنين ، خصوصا وإنه لم يجربها على أرض الواقع..
على سبيل المثال التأييد الشعبي لحماس في الأراضي الفلسطينية إنخفض وبشدة حتى بين مؤيديهم، لأن الشعب الفلسطيني إختبر حماس على أرض الواقع ، وفهم عدم واقعية ما ينادون به..
في ظل غياب ما أريد لا أختار أن أورث بل أختار أن يعطى المواطن الحق في أن يختار من يحكمه.. أختار الحرية والديموقراطية وإلا فلن يتعلم المواطن قط.....
هل معنى ما قلت إني أريد الإخوان في الحكم؟؟؟؟
لا وألف لا.. بل أرفض كل ما يمثلون وكل ما ينادون به على طول الخط..
وسأقف أمام مجيئهم للحكم بكل قوتي بالتعبير عن رأييا ومحاولتي البحث عن البديل الثالث..
ويدمي قلبي حزنا على ما وصلنا له، وكيف مازلنا ننوم مغناطيسياإبتغاء العزاء الميتافيزيقي لنتبع حكما فاشيا ثيوقراطيا في عصر أصبحنا فيه أضحوكة بين الأمم..
ولكن ..
لست واصيا على شعب تعداده 75 مليون إنسان..
الإخوان قادمون لأنهم نجحوا في أن يجعلوا من قدومهم رغبة شعبية في حين إكتفى العلمانيون والليبراليون واليساريون بإجترار بعض الأفكار في الغرف المغلقة وعلى الشبكة العنكبوتية..
الإخوان قادمون على أنقاض فشلنا
الإخوان قادمون لأننا وصلنا إلى مرحلة (نحن المنادون بالديموقراطية والليبرالية) نختار فيها أن نورث مثل قطيع من الغنم..

إسكندرية


تخليدا لذكرى من كان متحضرا ومتمدنا بكل معانى الكلمتين قبل أن يسطر أول حرف في التاريخ، تخليدا لحضارة قامت على أكتافها كل حضارات الانسانية أكتب هذا الموضوع. أكتب هذا الموضوع كاجابة لمن يسأل دائما أين ذهبت حضارتك وعلومك وفنونك يا مصر
السرابيوم
لسبعة قرون وحتى عام 391المعبد الرئيسي لعاصمة مصر (يقع في حي راكوتس بالاسكندرية) بناه بطليموس الأول ، وكان يحتوي على نصف مليون كتاب (برديات مكتبة الاسكندرية الأشهر) في مختلف العلوم والفنون والأداب ،تحمل مجمل معارف حضارات مصر القديمة وكانت الاسكندرية هي أهم مركز ثقافي في العالم القديم حتى رغم خضوع مصر للحكم الروماني لأربعة قرون حيث عاش المصريون واليهود واليونانيين والمقدونيين جنبا الى جنب ووفد الباحثون من جميع أنحاء العالم (من ايطاليا واليونان والشام والأناضول والفرس والهند) ليشكلوا خليطا كوزموبوليتانيا محبا للمعرفةومهتما فالفلسفة، ( أن أول ترجمة لكتب التوراة من العبرية الى اليونانية كانت الاسكندرية موطنا له) وأصبحت التوراة في متناول جميع المثقفين بعد أن كانت حكرا على كهنة اليهود.. وكانت مصر حتى هذا الوقت الأراضي المقدسة بالنسبة للعالم وكان الحجاج يأتون من كل أرجاء المعمورة -بما فيهم أباطرة الرومان- ليصلوا في معابد سرابيس وايزيس التي انتشرت عبادتها وتماثيلها في أوروبا القديمة حتى أنجلترا ...
النهاية
هذا الوضع انهى عندما قرر الامبراطور ثيودوسيوس الأول القضاء على اعتقادات الهرطقة(التى لا تلتزم بتعاليم روما وفرض دستور الايمان المسيحي الذي قرره مجمع الأساقفة في نيقيا 325 .
الحدث
في أحد أيام 391 خرج البطريرك ثيوفيلوس بأمر من ثيودوسيوس على رأس تظاهرة كبيرة (تذكرنا بمظاهرات الدهماء الأخيرة في الاسكندرية) من مقره في حي بروخيون حتى وصلوا الى حي راكوتس سائريين في شارع كانوبي الذي أمتد موازيا للساحل (الكورنيش حاليا) في حماس غاضب ، وبدأوا في تسلق الأسوار والدرج المؤدي الى ساحة المعبد، ولم يهتم الغوغاء بالحلى الذهبية ولا المجوهرات الثمينة أو التماثيل الرخامية والبرونزية والسجاجيد والستائربل دمروا كل شيء وحولوه الى ركام ودمروا حتى أعمدة الرخام بما رسمه الفنانون عليها حتى انقضوا على الجناح الذي به مكتبة الاسكندرية الكبرى وسط صيحات الفرح والحماس المحموم ومزقوا الكتب ثم ألقوها في نيران مشتعلة ثم بدأوا قتل الباحثين بطريقة وحسشة حتى استطاعوا قتا أخر باحث بعدها ببضع سنين، حينعندما أوقف عصابة من الرهبان عربة هيباتيا التى خلفت أبوها كاستاذ للفلسفة بالاسكندرية ونزعوا ملابسها وجروها حيت قتلوها وقطعوا لحمها قطعا وأحرقوه حتى يرضى يهوة الذي يسيل لعابه لرائحة الشواء (وكانت تهمتها أنها هرطوقية لأنها تدرس فلسفة أفلوطين)