Saturday, December 16, 2006

في نقد الخطاب القبطي-2


وصلتني بعض الإعتراضات على مقالي الأسبق (في نقد الخطاب القبطي) ، إنتقادا لي على ما وصف إنه تحامل على الحركة القبطية، ولأن هذا ما لم أقصد تماما فلزم علي التوضيح أكثر في هذا المقال وأنا بصدد إكمال الموضوع الذي بدأت.القضية القبطة في مصر لن تحل بمعزل عن مشاكل كثيرة محيطة بها، فهي ليست سوى نتيجة لظروف متعاقبة داخلية وخارجية مرت بالشعب المصري، التعصب الأجوف الذي ساد الشخصية المصرية لإحباطاته المستمرة وققدان ثقته بأي فكر أو جهة، ساقت إنتماءاته وأفكاره نحو الأمل الميتافيزيقي، المواطن المصري المهان المطيع المستسلم اليائس لا يجد من قشة ليتعلق بها سوى تراثه الذي يحكي أنه كان يوما جزءا من أمة عظيمة، التعصب هو سمة العصر، نعيش عصر الزحف اليميني القومي والديني على حد سواء،في ظل هذه ظروف في مجتمعات مهزومة تشتعل النعرات الطائفية، المسلمون العاجزون عن صد الضربات الثقافية والعسكرية المتلاحقة عليهم، مع معرفتهم تماما أنهم ينقرضون وهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم، والمسيحيون الذين عانوا الأمرين ويرون التيار الإسلامي الرجعي قادما بشدة حتى إلى كراسي الحكم...كل ينفس عن غضبه في الأخر، لكن طبعا ولأن المسلمون أغلبية (بالإضافة أننا نعيش مسيحية ما بعد الإصلاح والتنوير في حين مازلنا نعيش إسلام ما قبل التنوير والإصلاح) فالضرر الواقع على المسيحيين من قبل المسلمين أكثر من العكس الذي لا يتجاوز خطاب كراهية يبالغ في شيطنة الأخر ويطالب بحلول غير عملية (من نوعية طرد كل المصريين المسلمين من مصر أو تعديل ما يروه مخالفا للمواطنة في القران)يبقى لي أن أوضح أن الحركة القبطية ستكسب كثيرا من علمنة خطابها بعيدا عن النزعات الدينية أو العرقية أو الطائفية، بذلتم مجهودا قويا لتعلموا الكثير منن المصريين أن قضية الأقباط هي قضية مصر لا تصبغوها الأن بالمسيحية، لا تخلطوا بين الخطاب الديني والخطاب السياسي،كل ما أطلبه هو أسلوب عملي براجماتي الذي سيخدم قضيتكم وقضية كل من يهمه أمر مصر، لا تتظاهر أمام الكنيسة ، تظاهر أمام مجلس الشعب،،، لا تتظاهر من أجل وفاء قنسطنطين تظاهر من أجل إلغاء خانة الديانة من الهوية،،لا تنساق وراء المسترزقين بالقضية ،(من نكرات وعاطلين منحتهم الظروف فرصة ليصنعوا شيئا من أنفسهم على حساب القضية)هم يستغلون غضبك وإحساسك بالغبن ليسوقوا أفكارا إنعزالية وعنصرية ستحرقنا جميعا، للأقباط حقوق مساوية لكل المصريين إنطلاقا من أنهم مواطنون مصريون مثلهم مثل الجميع ، أعذرني من ينظر إن لهم حقوقا أكبر من بقية المصريين إنطلاقا من أنهم مواطنون أصليون، بالإضافة لنازيته وعنصريته فهو غبي وينم طرحه الأبله على أنه لم يسمع من قبل عن المنهج العلمي...فبالمقارنة بين عدد سكان الجزيرة العربية (الذي جاء منها الغزاة) وبين عدد سكان مصر وقت الغزو ، سنعلم بالتأكيد أن من المستحيل أن يشكل هؤلاء (الغزاة) السواد الأعظم من تعداد الشعب المصري بعد ذلك (منطقيا كده متجيش)بغض النظر عن أنه ليس هناك أي عرق نقي حاليا..وكلنا نتيجة إختلاط أعراق وألوان وأجناس يعلم الله ما عددها...ثم..كيف يصل الخطاب القبطي إلى هذا التعصب النازي الذي يسلب مواطنين مصريين لا موطن أخر لهم غير مصر وحملوا الجنسية المصرية هم وأجدادهم..إنتماءهم؟؟؟هل سنطالب قريبا بإجراء إختبار ( ديه إن إيه) لنحتفظ بجنسياتنا؟؟؟ أي عقل مريض ينظر لمثل هذه أفكار ،، والتي للعلم إذا إنتشرت وأصبحت الطرح الرسمي القبطي فمن رابع المستحيلات أن يحصلوا على أي شيء.. هذا لو لم يلفظهم المجتمع المصري بأكمله..طالب بحقك، أعلن مطالبك تظاهر نظم عصيان مدني.. لكن إنطلاقا من مصريتك لا مسيحيتك..واعلم أنك بدفاعك عن حقك المسلوب تقدم خدمة لمصر كلها،، ففكر كيف تخدمها إذا كانت تهمك؟

في نقد الخطاب القبطي

أولا يجب علي توضيح إني من المناصرين لحقوق الأقليات بوجه عام والأقباط المسيحيين بوجه خاص، وعلى الرغم من عدم كوني منتميا لهذه الطائفة ولكني أؤمن بحقوقها تمام الإيمان إستنادا على ما أؤمن به من مفاهيم المساواه والمواطنة والعلمانية، وكنت دوما و(وما زلت) متفائلا ومقدرا لما يبذله أفراد هذه الطائفة من مجهود ليحققوا المساواة المستحقة التي حرموا منها على مختلف الأصعدة لفترات طويلة..ومنطلقا من حرصي على هذه الحركة وجب علي نقد ما أراه أخطاءا قاتلة في طرحهم وليعتبروها نقدا ذاتيا بناءا من متعاطف ومساندإحقاقا للحق فالحركة القبطية المصرية للأسف ذات توجه طائفي في الغالب (طبعا ليس الكل حتى لا أقع في مغالطة التعميم) فالقضية بالنسبة للكثير من ناشطيها هي وبكل بساطة إثبات لحقوق الطائفة الأرثوذكسية في الوطن وقصره عليهم، حتى أن التعليقات تصدر عن بعض من يدعي العلمانية منهم تدعو إلى طرد كل المصريين الذين يدينون بالإسلام من مصر، وتحول الصراع ضد الطائفية إلى ترسيخ لمفاهيم الطائفيةوظهر ذلك جليا عندما أقحمت إقحاما قضية النوبة والمرأة والقرانيين على مؤتمرواشنطن وبدت هذه القضايا دخيلة فالقصد والمعني هو مشكلة الأقلية القبطية.. ولكن للموضوعية يجب أن نعلم ما سبب ذلك .. فالمسيحيين في مصر ليسوا من سكان المريخ ، بل هم نتاج نفس الخطاب الذي تربي عليه كل شعب مصر بكل معتقداته ، نفس التعليم الموجه القاتل للإبداع حتى نفس الخطاب الديني الإقصائي (الأرثوذكسية الإسلامية والأرثوذكسية المسيحية) ومصابون بكل الأمراض الفكرية التي يعاني منها شعبنا المصري بأكمله.. ثم أن التعصب لابد وأن ينتج تعصبا مضادا..هذه هي طبيعة الأشياء.. فكيف تطلبون من المسيحي أن يكون واعيا لمفاهيم المواطنة الحقيقية، ومعنى مفهوم دولة وطنية وزميله المسلم الذي درس معه في نفس المدارس والجامعات وتربى على نفس الإعلام وفي نفس الثقافة إنتخب الإخوان المسلمين في الإنتخابات البرلمانية السابقةولا نفاجأ إن وجدنا مسيحيا يدعي أنهم السكان الأصليين للبلد والمسلمون نتاج تزاوج مع العرب الغزاه وولائهم ليس للبلد بل ولاء المسلم للإسلام أولا وأخيرا ل ولا يجدغضاضة أن يحكمه ماليزي في حين لا يحق للمصري المسيحي أن يتولى الرئاسةفهذا المسيحي هو نظير أخيه المسلم ولكنه في المعسكر المقابل.. فعل+رد فعل+عدم وعي من الطرفين= ضياع أكتر من الضياع الذي نعيش.. وخراب للبلد التي نتشدق بحبها في اليوم ألف مرة ونطعنها بجهلنا وتعصبنا في اليوم مليون مرة.. مازلنا محبوسين في تراث تجاوزه العالم منذعصور التنويرولا نعلم ما يخبيء لنا القدر في المرحلة المقبلة..فليساعدنا الله أوالطبيعة أو المسيح لا يهم المهم أن تمر عصورنا المظلمة على أمان

أخر الترانيم العدمية

رويدا رويدا…….
تذوب الساعات فوق شعلة اللامعني…
تسيل شمعا لتكوي قلبا حلم دوما بالأفق…
تذكره أن لا أفقا هناك …..
فالخط وهمي…. و البحر عبثي…
وقرصك الذهبي لا يذهب لينام بل يهجرك….
و(يكرمشك) ويرميك متقززا كمناديل (الكلينكس) ووحيدا تقف…….
متلقيا لسعات الساعات بجلدك العاري لتملأ كينونتك بالبثور و الصديد ووحيدا تقف……..
لكن بلا عزة هذه المرة بلا أوهام بطولة أسطورية
فسيزيفك يذبل وهو يراقب الأفق

Sunday, June 04, 2006

رحلة مع القبائل السلافية 1


كنت دوما متيما بهذا العالم السحري، التي تسكن فيه الأرواح أشجار البلوط وتهيم الألهة السلافية القديمة في الغابات وتحت المطر والجليد المتساقط، جنبا إلى جنب مع الأقزام ومصاصي الدماء ، عالم سحري ذو مذاق مشروب الفودكا المثلجة وأنغام البلاليكا.. قد يكون كتابة هذا الموضوع من أصعب ما كتبت في المنتدى، فمع قلة ماتبقى بعد مذابح المسيحية ومحارق العصور الوسطى، والخلط الرهيب الذي حدث بين هذه المعتقدات الوثنية النقية والكاثوليكية الرومانية التي اكتسحت المنطقة من الغرب واحرقت كل من خالف قانون الإيمان بالهرطقة وممارسة السحر وهدمت معابدهم و حاولت أن تمسح أثارهم.. مع كل هذا يصبح محاولة كتابة موضوع عن هذه الديانات أمر صعب ولكنه ليس مستحيلا فلن أكتبه على مرة واحدة بل سأتناول في كل مداخلة موضوعا مختلفا . قصة الخلق عند السلاف,,,,,, في البدء كان الأرض كلها ماء.. وكان أبو الألهة( شفينتوفيدswiatowid ) يبحر في هذا البحر المترامي الأطراف ،،،حتى إنقسم إلى كيانين مختلفين ليعطي إذنا لبداية إلهين.. 1- سفاروجيتس swarozyc 2- فيليس weles يبحر سفاروجيتس كما كان ديدن أبيه في البحر المترامي، بينما يسكن فيليس أعماق هذا البحر... وسويا قرروا خلق هذا اليابس التي نعيش عليه حاليا، لأنهم كانوا يعلمون أنه مشروع ضخم لن يقدر أحدهم بمفرده القيام به.. غاص إله الأعماق فيليس حتى استطاع أن يحمل حفنة من الرمال من قاع البحر و أعطاها لسفاروجتس الذي صنع منها جزيرة صغيرة ، كانت أول ما خلق في هذا العالم.. وهنا بدأ أول صراع بين الإخوة... فالجزيرة الصغيرة لا تكفي لهما معا لكي يقفا عليها.. وبدأ الطمع يقض مضجع فيليس... حتى حاول دفع أخيه من فوق الجزيرة وهنا كانت المفاجئة، إذ أنه كلما حاول دفع سفاروجتس ترتفع اليابسة وتمتد لتحمي سفاروجتس من الغرق حتى امتدت أطراف اليابسة واتسعت الجزيرة ليتشكل العلم كما نعرفه الأن... استمرت الحرب بين الأخوين طويلا حتى انتصر سفاروجتس على أخيه فيليس، ولكنه لم يقتله فحكمة الألهة علمته أنه لن يصبح قادرا على خلق أي شيء بدون أخيه..... ولكن لاتقاء شره أرسله إلى بئر عميق في البحر و سلسله بسلاسل قوية في أعمق صخور بحر البلطيق ، ويحاول من وقتها فيليس تكسيرها والتخلص من قيوده،، وليس هبوب رياح بحرالبلطيق العاصفة إلا صرخات فيليس وهو يحاول أن يكسر قيده... ومحملا بالألم يرحل سفاروجيتس ويهجر الأرض ليسكن السماء ويصبح إلاها للصواعق.. ويترك الأرض لسلسلة مختلفة من الألهة و أنصاف الألهة والارواح التي تسكن الأشجار والبشر..

عدنا....بيرون ونلاحط أن معظم الرموز السلافية الوثنية قد أصبحت مرتبطة بعبادة الشيطان نتيجة للتأثير الكاثوليكي.بانثيون الألهة1- الألهة الأساسية2- ألهة النار3- ألهة القمر4- ألهة الطبيعة5- ألهة المصير1-الألهة الأساسيةا-إله الصواعق والسماء والحربفي صوره و أشكالة المختلفة :1- بيرون perunالذي ما زالت الصواعق في معظم اللغات السلافية مشتقة من إسمه..وعند أهل ليتوانيا كان بيرون يسكن في أقدم شجرة بلوط في المنطقة، وإمتداد جذور هذه الشجرة في الإتجاهات الأربعة كان رمزا عن قوة بيرون في الحماية من الاعداء.وطالما كانت الصواعق رمزا لقوة الألهة وبطشها لذلك ففي الغرب والشمال السلافي (بولنده والتشيك حاليا) كان من تضربه صاعقة يعامل كقديس مسه بيرون وكانوا يحتفظون بصخور من المنطقة التي ضربتها الصاعقة للتبرك..وكان بيرون أيضا في شمال روسيا (polab) وساحل البلطيق يرمز له بالمطرقة العملاقة (لاحظ تشابه ذلك مع ثور عند الفايكنج) وكان سكان المنطقة هم الأكثر إهتماما بالجانب الحربي للألهة لأنهم أطول من حاربوا الفايكنج ثم السيطرة المسيحية حتى هزموا ودمرت معابدهم..شفانتوفيدświętowidصورة أخرى (أو أقنوم أخر إذا جاز التعبير) من بيرون ولكنها أكثر روحانية،والإسم أشتق منشفيد تعني إزدواج القوة السحريةفيد تعني السيدرويفيت و جاردجتس وياروفيد أو Rujewit i Gardźc i wlodogoszczكلها صور أخرى لنفس الإله تختلف مع إختلاف الحاجة أو الزمان أو المكان...بربيروناperperunaوهذه الصورة الأنثوية من بيرون وعبدت في الجنوب السلافي (صربيا و كرواتيا) وكاننت أيضا إلها للمطر..ب- فيليسإله البحر الذي تحول إلى إله الأيمان (يقسم به) والسحر والحياة الأخرىإسمه مشتق من التنبؤ أو الرؤية...يقسم به العامة بينما يقسم المحاربون ببيرون.ومن يحنث بقسمه يحوله فيليس إلى ذهب و يعذبه (كان ذلك تفسيرهم لمرض الصفراءjundice)وكان أيضا ملهم الشعراء وحاميهم.و إلها للموت والبعث والحياة الأخرى، حيث كانوا يدفنون موتاهم في وضع الجنين، وتصورهم عن نافيا(الحياة الأخرى)مقارب للتصور الإغريقي (من نهر وقارب وما إلى ذلك)

Thursday, June 01, 2006

هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين


هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين
نبدأ كلامنا بالتأكيد على إن مصر شعب واحد، فمع إن الشعب المصري عرقيا هو خليط بين أعراق وقوميات مختلفة ، صنعت هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين،،لكن هذه الأعراق ذابت وإختلطت في بوتقة الثقافة المصرية، لتختم بختم الثقافة المصرية.. وخلق ذلك تجانسا بين فئات وطوائف المصريين قل أن تجده في بلدان أخرى..مؤخرا إنتشرت دعوات إنعزالية من بعض فئات المصريين (المسيحيين) أنهم مختلفون وأنهم هم المصريون الأصليون، والبقية كوكتيل من عرب وترك وعجم..وظهرت في نفس الوقت دواعي مضادة بأن المسلمون المصريون أقرب للمصريين القدماء، لأن –على حد زعم صاحب الرأي-عند الغزو العربي أسلم الفقراء من الشعب منعوام المصريين (غير القادرين على دفع الجزية) وتمسكت الطبقة الغنية (وهي طبقة ذات أصول يونانية ورومانية) بإيمانهم المسيحي..طبعا كلا الدعوتين باطلتين و بعيدين جدا عن الحقيقة..فمن البلاهة أن نعتقد أن هناك عرقا مصريا نقيا،خصوصا مع موقع مصر المتوسط، فالمصريون بدأوا بالإختلاط بالأعراق الأخرى حتى قبل الغزو –أو الفتح أيهما تفضل- العربي بألاف السنين..منذ فجر التاريخ والمصريون القدماء يختلطون مع بدو سيناء وبربر شمال أفريقيا والنوبيون الأفارقة من الجنوب..يحكم مصر أسرات ليبية ونوبية وهكسوسية .. نتعرض لغزو فارسي .. نتتمازج كل هذه الاعراق لتذوب تحت إسم (مصريون)..بالنظر للتماثيل والرسومات الفرعونية سنرى فرعونا أسود وفرعونا أبيض وفرعونا يشبه سكان حوض المتوسط..الإختلاط الكبير الذي حدث بين البطالمة –يونانيو الأصل- والمصريين ، حتى أن اللغة القبطية التي نشأت في ذلك الوقت – واستبدل المصريون بها لغاتهم القديمة- هي من أقرب اللغات لليونانية ..بالإضافة للجالية اليهودية الكبيرة التي شكلت في وقت من الأوقات حوالي ربع سكان مصر..أما بعد الغزو العربي فكانت مصر هدفا لهجرات متتالية من عرب الجزيرة، واستقر معظمهم في الصعيد أو على حدود المدن،، فمن إستطاعمنهم أن يصبح مصريا أصبح ومن لم يستطع هام في صحاري مصر راعيا متنقلا كما كان طوال تاريخه..بعد ذلك ونظرا لكون مصر جزء من الإمبراطورية الإسلامية توالت على مصر الهجرات من شوام وأتراك وأبخاز وتتر وأكراد وألبان إختلطوا تماما وأصبحوا ضمن نسيج الشعب المصري يحملون نفس ثقافته..كلما ذكرت ليس إلا تأكيدا على إن المصرية إنتماء ثقافي وتاريخي،، وليس عرقي إثني،،ليس هناك أي فئة مصرية تستطيع أن تدعي لنفسها تميزا أو حقا تاريخيا عن الفئات الأخرى.. ذابت كل الأجناس والأعراق فينا ..مرت على مصر أيام يونانية وأيام فارسية وأيام تركية وأيام عربية.. عظمة مصر أنها كانت –ومازالت- قادرة على إحتواء أي ثقافة أو عرق ليضيف لها غنى وتنوع وتصبغه بأختامها المقدسة..

جدتي ودعاة التوريث



جدتي ودعاة التوريث

على مدار الأيام الثلاثة الماضية، تابعت بمزيج من الدهشة وخيبة الأمل .. مقالات لكتاب أحترمهم شخصا وفكرا، تروج لدعاوى توريث الحكم في مصر (بغض النظر عن كونه توريثا مباشرا أو من خلال إحدى مسرحيات الديموقراطية التي تنصبها حكومتنا الرشيدة عندما تحتاج أن تمرر شيئا لا يمر)..
و طبعا هذا التأييد ناتج عن خوفهم الشديد من التيار الديني متمثلا في الإخوان المسلمين..
وهكذا ولمرة أخرى يثبت المثقفون المصريون أنهم يفكرون بنفس العقلية المصرية العتيدة التي هي السبب لكل ما وصلنا له من تردي ...
نفس اللثقافة المستقبلة للحدث .. العاجزة تماما عن المبادرة.. نفس الثقافة التي تحمل جدتي العجوز وتعبر عنها- بعد أن تمصمص شفتيها علامة على عدم الحيلة- قائلة ((إيه اللي رماك على المر- اللي أمر منه))..
هل ندرك أولا أن خلافنا مع النظام الحاكم ليس خلافا شخصيا مع الطيار محمد حسني مبارك؟؟
ألا ندرك أن خلافنا الأساسي هو مع الذي يمثله الرئيس والوزراء والحزب الواطي الديموقراطي والمحليات ووزارة الداخلية (بل والمعارضة المستأنسة) التي تشكل كلها النظام الفاسد الكليبتوقراطي الدكتاتوري الفاشل...!!
إذا فرضوخنا للتوريث خوفا من تيار محدد ليس إلا مسكن قصير المفعول ،، فالطغمة الحاكمة لن تتغير ، نفس مراكز القوى نفس الفاسدين، بغض النظر عن إسم الجالس على قمة الهرم (حسني ، جمال، كمال،، صفوت كان أو عمر)..
الظروف التي أدت إلى نمو التيار الديني مازالت هنا، نفس الفساد والقمع والفقر والجهل...
هل نتوقع أن تقوم نفس الحكومة (الفاقدة للمصداقية عند كل فئات الشعب) أن تقرر الأن أن تصلح ما أفسدت أو على الأقل عجزت عن إصلاح على مدى عشرات السنين؟؟
طبعا لن يحدث، ستبقى الشعارات الدينية الفاشية العاطفية الخالية من المضمون.. هي الحل الوحيد في عقول المواطنين ، خصوصا وإنه لم يجربها على أرض الواقع..
على سبيل المثال التأييد الشعبي لحماس في الأراضي الفلسطينية إنخفض وبشدة حتى بين مؤيديهم، لأن الشعب الفلسطيني إختبر حماس على أرض الواقع ، وفهم عدم واقعية ما ينادون به..
في ظل غياب ما أريد لا أختار أن أورث بل أختار أن يعطى المواطن الحق في أن يختار من يحكمه.. أختار الحرية والديموقراطية وإلا فلن يتعلم المواطن قط.....
هل معنى ما قلت إني أريد الإخوان في الحكم؟؟؟؟
لا وألف لا.. بل أرفض كل ما يمثلون وكل ما ينادون به على طول الخط..
وسأقف أمام مجيئهم للحكم بكل قوتي بالتعبير عن رأييا ومحاولتي البحث عن البديل الثالث..
ويدمي قلبي حزنا على ما وصلنا له، وكيف مازلنا ننوم مغناطيسياإبتغاء العزاء الميتافيزيقي لنتبع حكما فاشيا ثيوقراطيا في عصر أصبحنا فيه أضحوكة بين الأمم..
ولكن ..
لست واصيا على شعب تعداده 75 مليون إنسان..
الإخوان قادمون لأنهم نجحوا في أن يجعلوا من قدومهم رغبة شعبية في حين إكتفى العلمانيون والليبراليون واليساريون بإجترار بعض الأفكار في الغرف المغلقة وعلى الشبكة العنكبوتية..
الإخوان قادمون على أنقاض فشلنا
الإخوان قادمون لأننا وصلنا إلى مرحلة (نحن المنادون بالديموقراطية والليبرالية) نختار فيها أن نورث مثل قطيع من الغنم..

إسكندرية


تخليدا لذكرى من كان متحضرا ومتمدنا بكل معانى الكلمتين قبل أن يسطر أول حرف في التاريخ، تخليدا لحضارة قامت على أكتافها كل حضارات الانسانية أكتب هذا الموضوع. أكتب هذا الموضوع كاجابة لمن يسأل دائما أين ذهبت حضارتك وعلومك وفنونك يا مصر
السرابيوم
لسبعة قرون وحتى عام 391المعبد الرئيسي لعاصمة مصر (يقع في حي راكوتس بالاسكندرية) بناه بطليموس الأول ، وكان يحتوي على نصف مليون كتاب (برديات مكتبة الاسكندرية الأشهر) في مختلف العلوم والفنون والأداب ،تحمل مجمل معارف حضارات مصر القديمة وكانت الاسكندرية هي أهم مركز ثقافي في العالم القديم حتى رغم خضوع مصر للحكم الروماني لأربعة قرون حيث عاش المصريون واليهود واليونانيين والمقدونيين جنبا الى جنب ووفد الباحثون من جميع أنحاء العالم (من ايطاليا واليونان والشام والأناضول والفرس والهند) ليشكلوا خليطا كوزموبوليتانيا محبا للمعرفةومهتما فالفلسفة، ( أن أول ترجمة لكتب التوراة من العبرية الى اليونانية كانت الاسكندرية موطنا له) وأصبحت التوراة في متناول جميع المثقفين بعد أن كانت حكرا على كهنة اليهود.. وكانت مصر حتى هذا الوقت الأراضي المقدسة بالنسبة للعالم وكان الحجاج يأتون من كل أرجاء المعمورة -بما فيهم أباطرة الرومان- ليصلوا في معابد سرابيس وايزيس التي انتشرت عبادتها وتماثيلها في أوروبا القديمة حتى أنجلترا ...
النهاية
هذا الوضع انهى عندما قرر الامبراطور ثيودوسيوس الأول القضاء على اعتقادات الهرطقة(التى لا تلتزم بتعاليم روما وفرض دستور الايمان المسيحي الذي قرره مجمع الأساقفة في نيقيا 325 .
الحدث
في أحد أيام 391 خرج البطريرك ثيوفيلوس بأمر من ثيودوسيوس على رأس تظاهرة كبيرة (تذكرنا بمظاهرات الدهماء الأخيرة في الاسكندرية) من مقره في حي بروخيون حتى وصلوا الى حي راكوتس سائريين في شارع كانوبي الذي أمتد موازيا للساحل (الكورنيش حاليا) في حماس غاضب ، وبدأوا في تسلق الأسوار والدرج المؤدي الى ساحة المعبد، ولم يهتم الغوغاء بالحلى الذهبية ولا المجوهرات الثمينة أو التماثيل الرخامية والبرونزية والسجاجيد والستائربل دمروا كل شيء وحولوه الى ركام ودمروا حتى أعمدة الرخام بما رسمه الفنانون عليها حتى انقضوا على الجناح الذي به مكتبة الاسكندرية الكبرى وسط صيحات الفرح والحماس المحموم ومزقوا الكتب ثم ألقوها في نيران مشتعلة ثم بدأوا قتل الباحثين بطريقة وحسشة حتى استطاعوا قتا أخر باحث بعدها ببضع سنين، حينعندما أوقف عصابة من الرهبان عربة هيباتيا التى خلفت أبوها كاستاذ للفلسفة بالاسكندرية ونزعوا ملابسها وجروها حيت قتلوها وقطعوا لحمها قطعا وأحرقوه حتى يرضى يهوة الذي يسيل لعابه لرائحة الشواء (وكانت تهمتها أنها هرطوقية لأنها تدرس فلسفة أفلوطين)

Tuesday, May 30, 2006

يحدث حاليا في مصر




قبل أن نضرب بالجزمة



تمتليء كتابات المثقفين وحاملين هم الوطن بالتنبؤات (المؤكدة) أن التيار الديني سيكتسح ويقوى في مصر في الأيام القادمة شاء من شاء وأبى من أبى....نجح التيار الإسلامي في النمو لأسباب يعرفها الجميع وإن كان أبرزها هو إختفاء المعارضة القوية فيضيع المواطن بين حكومة فاسدة كليبتوقراطية وأحزاب معارضة مستأنسة أو فاقدة لأي قاعدة شعبية وفاقدة حتى للقدرة على إقناع المواطن بأيديولوجياتها(مثل حزب التجمع الممثل لليسار المعارض والذي لم يشارك في إعتصامات العمال..أمال يساري إزاي يعني!!!!)وفي ظل شعب هو تاسع شعب في العلم في نسبة الأمية،و أفضل جامعاتها جامعة القاهرة تحتل المركز 4747 طبقا للتصنيف الأخير.... ينعدم الوعي السياسي تماما و...تعتبر العلمانية على سبيل المثال مرادفا للكفر... فبالإستبعاد لا يبقى إلا التيار الديني ليتعاطف المواطن معه ويثق به وهو تيار في منتهى الدهاء السياسي وعرف كيف يداعب أحلام المواطن بحياة أفضل وأخرة أفضل بطريقة 2 في 1...وطبعا بكونهم (سنيين وبتوع ربنا على حد تعبير المصري البسيط) ونظرا للقمع الذي يواجهون من قبل الدولة ... كسبوا أرضية لا بأس بها في الشارع ...قرأت اليوم إن رئيس الوزراء المصري (أحمد نظيف) قد أعلن أن جماعة الإخوان لن يسمح لها بالترشيح للمجلس النيابيي المرة القادمة.. وهذا لعمري أغبى ما قد تفعل حكومتنا الغير رشيدة ،، فأكثر المحللين تفاؤلا سيؤكد أن هذا التصرف على الأقل سيزيد التعاطف مع التيار الإسلامي بما سيزيد من أوجاع الوطن ..لا يعني ذلك الرضى بالأمر الواقع فالتيار الديني يثبت يوميا إن الثقة فيه مستحيلة،، بمواقفه الميكيافيلية وتصريحاته المتضاربة...وأعتقد إن تصريحات مرشد الإخوان المطززين الأخيرة (وعندما نصل للسلطة اذا قال احد كلاما سيئا عن ضد الإخوان فسيضربه محبو الإخوان بالاحذيه)الحل هو في تقديم الخيار ااثالث الحقيقي للشعب المصري،، أن أوان نزول العلمانيين من أبراجهم العاجية للشارع وللمواطن ...التوعية ليست مستحيلة،الهدف هو الوصول للمواطن العادي وإفهامة مفاهيم المواطنة والعلمانيةوالبراجماتية و المتغيرات السياسية من حوله ،، إفهامه حقوقه وواجباته.. فتح مداركه وكسر الحوائط العازلة التي بنتها ثقافته بينه وبين الأخر..الحل هو الوصول للجماهير..لنفكر سويا كيف نستطيع أن نصل للجماهير،، ومرحبا بمشاركاتكم.. وللحديث بقية..
تمتليء كتابات المثقفين وحاملين هم الوطن بالتنبؤات (المؤكدة) أن التيار الديني سيكتسح ويقوى في مصر في الأيام القادمة شاء من شاء وأبى من أبى....نجح التيار الإسلامي في النمو لأسباب يعرفها الجميع وإن كان أبرزها هو إختفاء المعارضة القوية فيضيع المواطن بين حكومة فاسدة كليبتوقراطية وأحزاب معارضة مستأنسة أو فاقدة لأي قاعدة شعبية وفاقدة حتى للقدرة على إقناع المواطن بأيديولوجياتها(مثل حزب التجمع الممثل لليسار المعارض والذي لم يشارك في إعتصامات العمال..أمال يساري إزاي يعني!!!!)وفي ظل شعب هو تاسع شعب في العلم في نسبة الأمية،و أفضل جامعاتها جامعة القاهرة تحتل المركز 4747 طبقا للتصنيف الأخير.... ينعدم الوعي السياسي تماما و...تعتبر العلمانية على سبيل المثال مرادفا للكفر... فبالإستبعاد لا يبقى إلا التيار الديني ليتعاطف المواطن معه ويثق به وهو تيار في منتهى الدهاء السياسي وعرف كيف يداعب أحلام المواطن بحياة أفضل وأخرة أفضل بطريقة 2 في 1...وطبعا بكونهم (سنيين وبتوع ربنا على حد تعبير المصري البسيط) ونظرا للقمع الذي يواجهون من قبل الدولة ... كسبوا أرضية لا بأس بها في الشارع ...قرأت اليوم إن رئيس الوزراء المصري (أحمد نظيف) قد أعلن أن جماعة الإخوان لن يسمح لها بالترشيح للمجلس النيابيي المرة القادمة.. وهذا لعمري أغبى ما قد تفعل حكومتنا الغير رشيدة ،، فأكثر المحللين تفاؤلا سيؤكد أن هذا التصرف على الأقل سيزيد التعاطف مع التيار الإسلامي بما سيزيد من أوجاع الوطن ..لا يعني ذلك الرضى بالأمر الواقع فالتيار الديني يثبت يوميا إن الثقة فيه مستحيلة،، بمواقفه الميكيافيلية وتصريحاته المتضاربة...وأعتقد إن تصريحات مرشد الإخوان المطززين الأخيرة (وعندما نصل للسلطة اذا قال احد كلاما سيئا عن ضد الإخوان فسيضربه محبو الإخوان بالاحذيه)الحل هو في تقديم الخيار ااثالث الحقيقي للشعب المصري،، أن أوان نزول العلمانيين من أبراجهم العاجية للشارع وللمواطن ...التوعية ليست مستحيلة،الهدف هو الوصول للمواطن العادي وإفهامة مفاهيم المواطنة والعلمانيةوالبراجماتية و المتغيرات السياسية من حوله ،، إفهامه حقوقه وواجباته.. فتح مداركه وكسر الحوائط العازلة التي بنتها ثقافته بينه وبين الأخر..الحل هو الوصول للجماهير..لنفكر سويا كيف نستطيع أن نصل للجماهير،، ومرحبا بمشاركاتكم.. وللحديث بقية
..

يا رايح كتر من الفضايح



فقد النظام المصري توازنه تماما مؤخرا، وكوجش جريح يدري تماما أن نهايته قريبة إن عاجلا أو أجلا، فالضغط يولد الإنفجار والشعب المصري شعب حمول إلى أقصى درجة لكن للصبر حدود،،إعتداء على القضاة وإعتداء على من يساندون القضاة، في حين (المختلين) يهاجمون الكنائس والشواطيء السياحية (لكن طبعا الحكومة ليست متفرغة لمثل هذه التفاهات)(سقطت الأقنعة)غرقت العبارة وصرخ كل المصريون ولسان حالهم يقول لا تتركوا الجاني يهرب، ثم وبكل صفاقة هرب مالك العبارة إلى لندن وتحدث إبنه من لندن تليفونيا إلى أحد البرامج التلفزيونية، قضى الشعب المصري والصحافة سنين يحذرون من أن يوسف والي ينفذ مخططا شريرا لتدمير صحة المواطن المصري ثم بعد الكشف عن ذلك لم يقدم الرجل حتى لمحاكمة صورية (بل ينبغي علينا إرسال خطاب شكر له على سرطنة الشعب)، فقدنا حتى إحساسنا بالأمن في أماكن العبادة ، فقدنا أي مشروع قومي نلتف حوله عوضا عن الطائفية المقيتة،ما سبق ليس إلا أمثلة لحياة المواطن المصري اليومية ،و لئن شكرتم لأزيدنكم،(اللي مش عاجبه يشرب من البحر)القضاه الموكلين بمراقبة الإنتخابات يعلنون إنها مزورة، وعوضا عن فتح تحقيق في ما حدث أو إعادتها،، أعتقل القضاة وقدموا للمحاكمة..(اللي بيزمر مبيخبيش دقنه)سحل وضرب وإعتقال وإهانات لا تفرق بين رجل وامرأة، بين مثقف ومواطن بسيط، بين شاب في مقتبل العمر وشيخ،، كل هذا يمارس أمام كاميرات الصحافة العالمية،،(يا بخت من كان النقيب خاله)هذه المرة الإدارة الأمريكية العظيمة (شرطي ومحرر الشعوب ومبعوثة ألهة الديموقراطية في الأرض) تتعامى تماما عن كل ما يحدث للشعب المصري المسجون وينتهك ويعذب يوميا و يصدر منها كل فترة تصريح خائب وخجول لا يسمن ولا يغني من جوع ، حتى إن الصحافة الأمريكية بدأت في إنتقاد الموقف الرسمي الأمريكي العجيب من النظام المصري وإتهمت صحيفة بوسطن جلوب الأسبوع الماضى بوش أنه يتعامى عن القمع فى مصر، ونقلت صحيفة هيرالد تربيون الدولية المقال نفسه .(ما حك جلدك مثل ظفرك وخلاص مبقاش فيها كسوف)قد يكون الشعب المصري غير واعي سياسيا وقد لا يملك أي رؤية مستقبلية عن ما سيحدث إذا أزيح النظام (الحمد للنظام ومصر أصبحت في المركز التاسع علي مستوى العالم في الأمية) ، عشنا طويلا في الفقر والقمع والجهل وإنعدام الرعاية الصحية ، عشنا طويلا صم بكم عميان، عشنا بلا حق في إبداء الرأي (إذا سمحت لنا الظروف أن يكون لنا رأيا أساسا)لكن الصراع وصل لمرحلة مختلفة....... الصراع أصبح صراع بقاء، فالنظام قرر أن يتحدى أقوى غريزة عند 75 مليون إنسان غريزة البقاء.. (كفايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة)

(كفايـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
)
http://www.rezgar.com/search/search.asp?U=1&Q=%C3%CD%E3%CF+%D8%C7%D1%DE

Saturday, May 06, 2006

عار علينا لا على البهائيين


شهدت الأيام الأخيرة حملة كراهية واسعة النطاق ضد البهائية ومعتنقيها على صفحات الجرائد والإعلام لا سيما في جلسة مجلس الشعب المصري ،
لست هنا في معرض الدفاع او حتى التعريف بالبهائية، التي طوال معرفتي بمعتنقيها (وهم كثر بين مثقفي مصر) لم أجدها سوى دعوة للحب والسلام و فكرا وحدويا ، من النوع الذي حتى وإن لم تقتنع به كدين فمن الصعب جدا أن تكرهه أو تنكر على متبعيه إعتناقه..
سبب الرفض الشعبي والحكومي للإعتراف بها سبب فعلا عجيب (كفار وخونة) ،،
لنتناول أولا إتهامات البخيانة والعمالة المعلبة التي نحترف رمي المخالفين لنا بها، ما معنى أنهم خونة؟؟

ما هي المشكلة أن يكون المحفل الرئيسي للبهائية في حيفا؟؟
هل هذا الشيء يجعل البهائي عميلا لإسرائيل!! على هذا الأساس فالمسلم عميل للحكومة الظلامية السعودية والكاثوليكي عميل لإيطاليا ،، والدين الوحيد الذي قد يسمح به سيكون عبادة سيرابيس أو أمون لأنها ديانات وطنية!!!!
ومن مكاني هذا أتسائل باستخدامي هذا المنطق المعوج ، من النطقي أن تحظر الدول الغربية الإسلام، لأنهم قوم ولائهم الوحيد للإسلام ومراكزهم الرئيسية وأماكنهم المقدسة في أراضيب العدو..
ثم إتهامات عجيبة أخرى صدرت عن أكرم الشاعر النائب الإخوانيإن أن البهائية مدعومة من الخارج، وبالتحديد من روسيا وبريطانيا التي حمتهم من التعرض لحالات إعدام في إيران"، وأضاف أنَّ "الولايات المتحدة تضغط على مصر والدول العربية من خلال حقوق الإنسان بأن يكون بها بهائيون ولهم وضع معترف به، ونحن نؤكد استحالة أن يحدث ذلك في مصر، وأن البرلمان لا يمكن أن يسمح بوضع قانون يعترف بهم فهؤلاء مؤيدون من الصهاينة"،
لا أعرف كيف يكون للأقلية الصغيرة للغاية علاقات بكل تلك الدول مرة واحدة، وأين كانت كل هذه الدول والبهائيين يعذبون في المعتقلات على (جرمهم) الأيديولوجي .
وإن صحت هذه الإدعاءات الممجوجة، فتدخل الدول الغربية لإنقاذ مجموعة تعتنق دينا مسالما مختلفا من الإعدام لمجرد أن الأغلبية لا يعجبها هذا الدين ، عار علينا لا على البهائيين..
إنتهينا من نقطة الخيانة وتأتي نقطة أنها طائفة (كافرة)
أي منطق يستخدم المشرعون المصريون!! هل البهائيون كفار من وجهة النظر الإسلامية؟؟ فليكونوا، لسنا في معرض إقناع المسلمين بصحة الدين البهائي ولم نطالبهم بتقديس بهاء الله..
وما علاقة موقف دينك من دين أخر في حق الدين الأخر في الوجود، وحق بشر أخرين أن يختلفوا؟؟ عندنا بهائيين في مصر شاء من شاء وأبى من أبى وهم مصريون ولهم حقوق مساوية للجميع شاء من شاء وأبى من أبى..
ما علاقة وزارة الأوقاف وما قاله القرضاوي أو الشعراوي بمطالبهم المشروعة ، وهي أن يثبتوا دينهم الذي اختاروه على أوراقهم الرسمية كما يفعل المسلمون والمسيحيون..
ثم إن الأديان بوجه عام (وأخص بالذكر الإبراهيمية منها) تحتكر الحقيقة في الأغلب فلا المسلمون يقبلون إيمان المسيحيين ولا العكس، ولا يستطيع أحد أن يجبرهم أن يقبلوا إيمان المجموعة الأخرى وإلا فما هي النقطة من كونهم مسلمون أو مسيحيون؟؟
ولكن ما علاقة كل هذه الإختلافات اللاهوتية والدينية بحقوقنا وواجباتنا؟؟
وكيف يكون في يد الأزهر (وهو هيئة غير محايدة) أن يحدد أي الأديان مقبولة وأي الأديان مرفوضة...
قد لا أؤمن بدين البهائي ولكني أؤمن تمام بحقه أن يمارس شعائره كما يريد وأن يعلن عن نفسه ويكتب ما يشاء في خانة الديانة(الخانة الفضيحة ولكن من منطلق المساواه فسنقبل بها شريطة على الأقل أن يمنح الفرد حريته الكاملة في أن يكتب ما يريد فيها)
الأزمة لم تصبح وجود خانة الديانة في الهوية الشخصية ، الأزمة أصبحت أن الحكومة برعاية سادة الأوليمب يفرضون علينا ما يكتب فيها......
إنتهينا من نقطة الخيانة وتأتي نقطة أنها طائفة (كافرة)
أي منطق يستخدم المشرعون المصريون!! هل البهائيون كفار من وجهة النظر الإسلامية؟؟ فليكونوا، لسنا في معرض إقناع المسلمين بصحة الدين البهائي ولم نطالبهم بتقديس بهاء الله..
وما علاقة موقف دينك من دين أخر في حق الدين الأخر في الوجود، وحق بشر أخرين أن يختلفوا؟؟ عندنا بهائيين في مصر شاء من شاء وأبى من أبى وهم مصريون ولهم حقوق مساوية للجميع شاء من شاء وأبى من أبى..
ما علاقة وزارة الأوقاف وما قاله القرضاوي أو الشعراوي بمطالبهم المشروعة ، وهي أن يثبتوا دينهم الذي اختاروه على أوراقهم الرسمية كما يفعل المسلمون والمسيحيون..
ثم إن الأديان بوجه عام (وأخص بالذكر الإبراهيمية منها) تحتكر الحقيقة في الأغلب فلا المسلمون يقبلون إيمان المسيحيين ولا العكس، ولا يستطيع أحد أن يجبرهم أن يقبلوا إيمان المجموعة الأخرى وإلا فما هي النقطة من كونهم مسلمون أو مسيحيون؟؟
ولكن ما علاقة كل هذه الإختلافات اللاهوتية والدينية بحقوقنا وواجباتنا؟؟
وكيف يكون في يد الأزهر (وهو هيئة غير محايدة) أن يحدد أي الأديان مقبولة وأي الأديان مرفوضة...
قد لا أؤمن بدين البهائي ولكني أؤمن تمام بحقه أن يمارس شعائره كما يريد وأن يعلن عن نفسه ويكتب ما يشاء في خانة الديانة(الخانة الفضيحة ولكن من منطلق فقه الأمر الواقع فسنقبل بها شريطة على الأقل أن يمنح الفرد حريته الكاملة في أن يكتب ما يريد فيها)
الأزمة لم تصبح وجود خانة الديانة في الهوية الشخصية ، الأزمة أصبحت أن الحكومة برعاية سادة الأوليمب يفرضون علينا ما يكتب فيها....

هل هن فعلا ناقصات عقل

طلع علينا أحد جهابذة الاعجاز العلمى منذ فترة بادعاء اعجاز الحديث القائل(النساء ناقصات عقل ودين) ، استنادا على الحقيقة العلمية القائلة أن متوسط حجم مخ الرجل يتفوق بحوالى10% عن متوسط حجم مخ الرأة وحجم أكبر مما يعنى بالتالى كفاءة أكبر.
نقص الدين ليس مجال نقاشنا هنا (لأنه أمر مستحيل التحقق منه معمليا فلنتركة إذا لسادة الأولمب المعممين ومطلقي اللحى)، أما نقص العقل فمن الممكن التحقق منه.....

أولا على المستوي التجريبى
أعتقد أن التجربة الأشهر فى هذا المجال هى تجربة (عام1912) بواسطة سيرل بيرت برفيسور علم النفس التعليمى ، التي قام بها على عينة كبيرة من تلاميذ المدارس من الجنسين فى بريطانيا، وكان هدف التجربه هو وصف الفروق الأساسية فى القدرات العقلية من استقبال وتحليل بالاضافة للقدرات الحركية والعاطفية بين الذكور و الاناث.
كانت نتائج التجربة صاعقة الى حد ما فقد توصل الى أن الفروق فى القدرات العقلية بوجه عام ضئيله جدا ومن الممكن تجاهلها والمفاجأة هنا أن هذه الفروق الضئيلة كانت لصالح الاناث ، فالفتيات يبدون تطور أكبر وقدرة أعلى من ناحية اللغوية فى مرحلة معينة وان كان هذا فارق مؤقت يتلاشى .

ثانيا على المستوى التشريحي
قد يكون فارق الحجم حقيقى ولكن الحجم ليس هو العامل الوحيد في الحكم على الكفاءة ها هنا، فمخ الأنثى بوجه عام يحتوى على نسبة أكبر من المادة الرمادية(المعالجة للمعلومات) من الرجل الذى يحتوى مخه على نسبة أكبر من المادة البيضاء .
اذا فمن الممكن أن نقول بما أن مخ الرجل أكبر ومخ المرأة أكثر كفاءة ،اذا فالنتيجة كفاءة عقلية متساوية ، إذا صح التعبير.
هذا لا ينفي طبعا أن القدرات الذهنية بين الذكور والإناث ليست مختلفة
فهرمونيا مثلا
التستوستيرون-هرمون الذكورة- على سبيل المثال هو المسؤل عن تضخم الفص الأيمن للمخ ، وهو المسؤول عن الطبيعة العدوانية للذكور بالاضافة الى مسؤولية هذا الفص عن القدرة الحسابية والقدرة على التخيل الفراغي.
أما الاستروجين-أحد هرمونات الأنوثة- على الجانب الأخر هو المسئول عن قدرة الأنثى على استخدام كلا الفصين فى ان واحد لأنه يعمل على تضخم الوصلة بين الفصين -اذا صح التعبير-,و هذا بدوره مسؤول عن القدرة اللغوية و القدرة على التمييز البصرى بين الأشياء

ولكن وجب علي التذكير هنا أن هذا أختلاف وليس أفضلية لجنس على الأخر

ولكن مع اعترافى بالعامل الهرمونى فمن الواجب أن نكون منصفين فالعامل البيئى هو المؤثر الرئيسى على ما قد يبدوا تفوقا ذكوريا ، ودليلى على ذلك أن فى مجتمعات مثل بنجلادش أو سيريلانكا أثبتت المرأة قدرة على القيادة حتى أن الرئيسات تتعاقب علىوهى هذه الدول,وهذا لأن العامل البيئى يلعب فى صالحهن .

وهذاالعامل البيئى الذى أعنيه لا يقتصر على القهر الذى تتعرض له النساء في مجتمعاتنا الذكورية(وان كنت أعتقد أن المجتمع البشرى بوجه عام ذكورى بنسب متفاوته)
بل أعنى القولبة التى تقع الأنثى فريسة لها فى أى مجتمع مهما بلغ من الحرية بداية من (الكولور كودينج ) للأنثى من يوم ولادتها، ومرورا بأنها قد حكم عليها أن تلعب بالعرائس لتؤهل لمهمتها الأساسية وهي التفريخ، فى حين يلعب الطفل الذكر بالدراجة والنظارات المعظمة ليؤهل (لا أن يكون أب بالتأكيد) ليكون مستكشفا...

في نهاية المقال نعيد السؤال مرة أخرى: هل هن فعلا ناقصات عقل أم مجتمعاتنا مازالت بدائية وناقصة عقل؟؟

الهيستريا الدينية في مصر

لاحظنا جميعا إزدياد ظاهرة الهيستريا والهوس الديني مؤخرا في الوطن العربي، مظاهرات الكاركاتورات الدنماركية كانت خير دليل على مدى خطورة وإستشراء الهوس الديني بين المجتمعات العربيةوبما إني مغترب، فالتغيرات التي أراها كل زيارةلي لمصر تغيرات مرعبة.،و تكفي جولة في شوارع مدينة عربية (القاهرة كمثال) ولسوف نصعق من عدد الملتحين والمتسوكين والمنقبات أو على الأقل المخمرات والمحجبات،تغير شكل المجتمع تماما في الفترة الأخيرة، بينما كانت معظم أسماء الأجيال السابقة أسماءا محايدة في الأغلب لا تدل على دين أو معتقد( سمير كمال رمزي إلخ..) تحولت أسماء الأجيال الجديدة إلى ما حمد أو عبد من جهة ومايكل وجورج من جهة أخرى،أما إذا قررت في جولتك القصيرة في المدينة أن تركب الميكروباس (أحد أكثر المواصلات العامة شعبية في مصر) أ الذي يجبرك فيه السائق (مسجل خطر في العادة) على السماع للشيخ فلان الفلاني أو علان العلاني الصارخ دائما والثائر بلا قضية والذي يدور طرحه في العادة إما عن ما بعد الموت (من عذاب قبر وشجاع أقرع إلى أخره) أو عن تحريم كل شيء حولك وكأن الحياة سهلة وتنتظر الشيخ ليصعبها عليك ويكرهك فيها.....كل شيء صبغ باللون البني الغامق، والرمادي لون نقاب النينجاوات ومسواك القوامين عليهم.....كل شيء حولي صبغ بالدين المدارس المستوصفات حتى مترو الأنفاق، أصبحت ثقافة الموت وكره الحياة تعلن حضورها بشدة، وخطورة هذه الثقافة الرئيسية أنها لا تسمح لك بالإختلاف عنها فأنت معدوم الأهلية ولست قادرا على أخذ قراراتك، بل وجب عليك السمع والطاعة كما يفعلون ،ومن هنا خصوصا تكون العدوى،فالفتاه المصرية ذات 17 ربيعا لن تصمد أمام جحافل زملائها الذين يدعون لها أمام أعينها أن يهديها الله وتتحجب ثم لن ترفض كل شريط عذاب قبر يقدمونه لها ولن تصمد للعزلة التي ستفرض عليها وهي غضة خصراء لا تملك موقفا أيديولوجيا معينا ،، ستنهار إن عاجلا أو أجلا وستتحجب وقد تنتقب وتتزوج رجل إن خاف نشوزها ضربها، لينتجون أطفالا يؤهلون جيدا منذ الصغر ليكونوا أفراد ناشطين في المنظومة ، وهكذا دواليك تتغير دلالة الكلمات،، مفهوم العلم يتحول إلى العلم الشرعي،، مفهوم الإلتزام يتحول إلى عدد السنتيمترات التي قصرتها من جليابك، ، إخلاصك لقضيتك يتحول إلى شيطنة الأخر المختلف وإيذائه أو على الأقل الإنعزال عنه، حبك لله ورسوله يتحول إلى كرهك لمن لا يشاركك إيمانك....معرض القاهرة الدولي للكتاب تحول إلى وكر توزيع كتب المسيخ الدجال وشرائط الزار المسماه بالأناشيد الدينية،،وصفت الصورة كما تراها عيون الإنسان بعد جولة قصيرة في مدينتي التي صرخ فيها اسم أمين منذ 108 سنة ان تحرير المرأة يعني تخليصها من الحجاب وتمتعها ، بالحرية والمساواة تماماً كالرجل ، والأن يكيسون المرأة في الأكياس السوداء ويفاخرون أنها كالغربان السود..والمسألة مرة أخرى ليست أزمة الدين نفسة، فالدين أي دين طالما حوفظ عليه في إطار إنه تراث الإنسان، والذي يستلهم منه روح الخير والحب ويعبر عن ثقافتك وهويتك وطالمنا لا يوضع في غير مكانه وفي زمن مختلف عن زمنه، كان شيئا ساميا وإعتقادا شخصيا لا يحق لأحد أن يتدخل فيه وإجابات لحاجات البشر الروحانية التي لا ننكر وجودها..فالأزمة هنا وللصراحة هي أزمة المتدينين أولا وأخيرا..أزمة من حصر نفسه وإختزل هذه الدنيا بكل متغيراتها في ثابت..أزمة شعب خائف وعاجز عن المشاركة في صنع أي قرار أو التعبير عن أي رأي فيهرول إلى الميتافيزيقا وينغمس فيها ويدمنها ويشربها ويجترها في اليوم ألف مرة عله يحصل على العزاء الميتافيزيقي..يوما ما سيطر العسكر على حكم مصر بغبائهم السياسي ونواياهم الحسنة، بنوا لشعبنا حلما وأجبروه أن يصدقه، وأجبروه ألا يختلف وأن يسلم ويقول أمين، لا تناقش منطقية الحلم لا تسأل عن أشياء إن تبدى لكم تسوء أبانا الذي في المباحث ثم كانت 67 عندما صدمت الأمة و أنهارت أحلامها وكفرت بالطرح القومجي الأشتراكي..... بدأت الموجة عندما أستيقظت الشعوب العربية من أحلامها الورية وفقدت الثقة في كل ما أمنت به وصدقته. وفي نفس الوقت كان الظهور الأوضح لبلاد الخليج و استقبالها لمن يريد نسيان الحلم المكسور واستبداله بحلم شخصي برفع مستوى معيشته.... ذهبوا منكسرين أيديولوجيا تماما وعلى أستعداد لتبني فكر مختلف تماما ينتمي للمجتمع الجديد الذي أحسوا بذواتهم ثانية فيه عندما أصبحت أرصدتهم في البنوك هي الأنجاز الوحيد الذي أستطاعوا تحقيقه. وكانت الوهابية والسلفية التي عادوا لبلادهم بها بعد حرب الخليج..... ودعمت الولايات المتحدة بالتعاون مع السعودية (وبالتـأكيد بالتحالف مع حكوماتنا المطيعة) التيارات الأسلامية و ندوات عودة الوعي الأسلامي وما الى ذلك من الفكر الموجه لمحاربة الخطر الأحمر، ولكن لا يعني ذلك أن حكوماتنا حكومات أسلامية (فلا دين للسياسة) ولكن حكومتنا (الغبية ) لم تدري أنها تلعب بالنار الا بعد فوات الأوان (أستشرت الطائفية ظهرت جماعات العنف والتكفير و أغتيل السادات) وبدأت الحكومات تدرك الخطر المحدق بها (وهو طبعا ازاحتها عن السلطة فهو الخطر الوحيد الذي يهمها) بدات محاربة هذا التيار و أحيانا بالغوا في العنف (ما حدث في صعيد مصر أو ما حدث في حماة السورية) مما شكل تعاطف شعبي مع تلك التيارات (وهو كالعادة خطأ الدولة في المبالغة في رد الفعل والأعتقالات و انتهاك حقوق الأنسان) وعلى الصعيد الأخر في ظل حكومات متخاذلة وضعيفة القوى الوحيدة التي تقلق منام الغرب هي القوى الدينية (بغض النظر عن أتفاقنا معها أو حتى رأينا في نزاهتها) ونحن شعوب مكسورة تعبد القوة وتتعاطى عقيدة الأنتظار.....

وفاء سلطان وشيخ الجامع


أصبحت الدكتورة وفاء سلطان بين ليلة وضحاها شخصية عامة، كثر اللغط حولها وإنقسم الناس إلى معارض بشدة لها ينعتها بأسوأ النعوت وأخر أصبح مريدا لها...
لكن لا يختلف أحد أن دكتورة وفاء سلطان ظاهرة سابقة تستحق الإهتمام والدراسة ، وإحقاقا للحق فأنا عن نفسي أحييها على شجاعتها مع إختلافي مع طرحها..
ولكن..
هل طرح الدكتورة وفاء فعلا مفيد للحركة العلمانية في الوطن العربي، هل تقدم الدكتورة وفاء مثالا جيدا عن العلماني العربي ؟؟
لا أعتقد، فطرح دكتورة وفاء (وإن كان شجاعا) فهو مغرق في السطحية والسذاجة فليس الإسلام هو السبب لكل شرور العالم خصوصا خصوصا وأنها برأت كل الأديان الأخرى، بل وللعجب فقد دافعت عن سياسات الإدارة الأمريكية التي لم أقابل أمريكيا مستنيرا يدافع عنها..!!!!!
بل أزيدكم إن نظرية المؤامرة التي ربيت عليها (بما إني عربي) قد صورت لي بعد اللقائين الذان قام بهما فيصل القاسم في الجزيرة وكانت الدكتورة طرف في كليهما أن الجزيرة ذات التمويل القطري والعلاقات القرضاوية الإخوانية قصدت إستضافة الدكتورة وفاء (ومرتين) لتشويه صورة العلمانيين العرب وتصويرهم بأشخاص كل همهم شتم الإسلام وإعتباره الشيطان الأعظم، والتغاضي تماما عن أي أسباب تاريخية أو سياسية أدت إلى الوضع المأسوي الذي وصلنا له، فالمهاجرين الأوروبيين لم يبيدوا سكان أمريكا الأصليين واليمين الأمريكي (المتطرف) أرسل عناية من السماء....
ألم تجد قناة الجزيرة مفكرا علمانيا واحدا يستطيع الرد على البروفيسور الجزائري المتشنج ضعيف الحجة في المرة الأولى أو الدتور الأزهري المصري ، الذين تبنيا خطابا غوغائيا ليس إلا بعض الضجيج العلي مطعما بكلمات عاطفية..ولم يكن الرد عليهم وإثبات تهافت طرحهم باي حال من الأحوال يحتاج أن تجنح دكتورة وفاء إلى
تحميل المسلمين مسؤلية الحروب الصليبية (وأنا أعيش في الغرب ولم أقابل في حياتي غربيا بالسذاجة أن يدعي ذلك)
الكتب العلمية التي هي بين ايدنا هي كتب مسيحية والتي هي نتاج الفكر الحر-أو كما قالت الدكتورة العلمانية
لماذا يا دكتورتنا العزيزة تصبغين خطابك بالطائفية بهذا الشكل؟؟ كيف تكتبين أو تقولين جملة تحتوي هذا القدر من المغالطة؟
بغض النظر ..
اسمحيلي أن أرد عليكي يا دكتورة إن العلم لا دين له، وأن الغرب لم يتقدم وهو مسيحي، بل تقدم عندما فصل الدين تماما عن المجتمع، كوبرنيكس وبرونو وجاليليو لم يكتبوا كتبا مسيحية، إسبينوزا وديكارت حتى ب. راسل مرورا بنتشة لم يكتبوا كتبا مسيحية، ستيفن هاوكنج وإينشتين وداروين و ريتشارد داوكنز لا يكتبوا كتبا مسيحية....
المسيحية تنعم علينا بكتب مثل نظرية الخلق الذكي لنفي الدارونية، والسقوط الذكي لنفي الجاذبية الأرضية..
لا ننكر أن المسيحية بعد تقليم أظافرها في عصر ما بعد التنوير أصبحت أكثر مرونة وطبعا لم تكن المسيحية خصما هينا، وحاربت العلمانية بضراوة والثورة الفرنسية خير دليل (سنشنق أخر إقطاعي بأمعاء أخر قسيس)
ولكن عندما تصف (علمانية) الكتب التي هي نتاج علمي بشري ، لإنسان في رحلته في التحرر من الخرافة بأنها مسيحية!! فهي صدمة أخرى تضاف إلى رصيد الصدمات التي تلقيت من الدكتورة..
وأخيرا لا يسعني سوى توضيح إني لا أتهم أو أدين الدكتورة وفاء سلطان فهي حرة تماما أن تكتب ما تريد وأن تهاجم الإسلام من منظور طائفي وأن تنسب التراث الإنساني للكنيسة حتى، لا مانع لدي أن تبرر السياسات الأمريكية التي أراها غير قابله للتبرير، لا مانع لدي أن تنفر الناس وهي تلقي خطابا عاطفيا سطحيا لا يختلف عن خطاب المعممين الذين تحاورهم...
ولكن المهم أن أوضح أن الدكتورة وفاء سلطان لا تمثلني كعلماني فهي وشيخ الجامع المعمم الذي لا يملك سوى الكلمات العاطفية والمغالطات المنهجية والتعميم والنظر بأسلوب أبيض وأسود وجهان لنفس العملة..

هرطقة إبن الإنسان- ترانيم عدمية


إستاء منى إلهي
فمزقني إلى نصفين
نصف يرقص كمجنون أعمى
يطيح بالطاولات و الكؤوس
والنصف الآخر محبوس
بين حدود هذا االبدن
(لأنه كان يعشق الأفق)
و1لتقيا
لم يتحسس نصفي نصفي بخجل
لم يبهر نصفي إختلاف نصفي
لم يذب نصفي في نصفي

بل كفر نصفي بدين نصفي
ولوث بياضي سواد إثمي
فإستاء منى إلهي
ودق المسامير في راحتي
وترك تاج الشوك يميزني
أنا النابت من الأرض الغاربة
أنا القائم من تحت الركام
رغبت الركض فى البرارى
رقص الطفل داخلى
فتركته وحيدا
ودرت فى متاهتى قوقعا
رغبت
وأنا المحبوس في نفسي
بمطرقتي و إزميلي
نحت روحي
وأنقش عليها نقوشي المقدسة
ففى باطن الحجر يغفو تمثالي
تغفو حقيقتي
ولكن نصفي سيلتقيان
وسيستكين كل شىء فى حضرة اللقاء
حتى الصمت والعدم سيصمتان
فقد إستاء منى إلهي
فجعلني إنسان