Thursday, June 01, 2006

هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين


هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين
نبدأ كلامنا بالتأكيد على إن مصر شعب واحد، فمع إن الشعب المصري عرقيا هو خليط بين أعراق وقوميات مختلفة ، صنعت هذا الكوكتيل المسمى بالمصريين،،لكن هذه الأعراق ذابت وإختلطت في بوتقة الثقافة المصرية، لتختم بختم الثقافة المصرية.. وخلق ذلك تجانسا بين فئات وطوائف المصريين قل أن تجده في بلدان أخرى..مؤخرا إنتشرت دعوات إنعزالية من بعض فئات المصريين (المسيحيين) أنهم مختلفون وأنهم هم المصريون الأصليون، والبقية كوكتيل من عرب وترك وعجم..وظهرت في نفس الوقت دواعي مضادة بأن المسلمون المصريون أقرب للمصريين القدماء، لأن –على حد زعم صاحب الرأي-عند الغزو العربي أسلم الفقراء من الشعب منعوام المصريين (غير القادرين على دفع الجزية) وتمسكت الطبقة الغنية (وهي طبقة ذات أصول يونانية ورومانية) بإيمانهم المسيحي..طبعا كلا الدعوتين باطلتين و بعيدين جدا عن الحقيقة..فمن البلاهة أن نعتقد أن هناك عرقا مصريا نقيا،خصوصا مع موقع مصر المتوسط، فالمصريون بدأوا بالإختلاط بالأعراق الأخرى حتى قبل الغزو –أو الفتح أيهما تفضل- العربي بألاف السنين..منذ فجر التاريخ والمصريون القدماء يختلطون مع بدو سيناء وبربر شمال أفريقيا والنوبيون الأفارقة من الجنوب..يحكم مصر أسرات ليبية ونوبية وهكسوسية .. نتعرض لغزو فارسي .. نتتمازج كل هذه الاعراق لتذوب تحت إسم (مصريون)..بالنظر للتماثيل والرسومات الفرعونية سنرى فرعونا أسود وفرعونا أبيض وفرعونا يشبه سكان حوض المتوسط..الإختلاط الكبير الذي حدث بين البطالمة –يونانيو الأصل- والمصريين ، حتى أن اللغة القبطية التي نشأت في ذلك الوقت – واستبدل المصريون بها لغاتهم القديمة- هي من أقرب اللغات لليونانية ..بالإضافة للجالية اليهودية الكبيرة التي شكلت في وقت من الأوقات حوالي ربع سكان مصر..أما بعد الغزو العربي فكانت مصر هدفا لهجرات متتالية من عرب الجزيرة، واستقر معظمهم في الصعيد أو على حدود المدن،، فمن إستطاعمنهم أن يصبح مصريا أصبح ومن لم يستطع هام في صحاري مصر راعيا متنقلا كما كان طوال تاريخه..بعد ذلك ونظرا لكون مصر جزء من الإمبراطورية الإسلامية توالت على مصر الهجرات من شوام وأتراك وأبخاز وتتر وأكراد وألبان إختلطوا تماما وأصبحوا ضمن نسيج الشعب المصري يحملون نفس ثقافته..كلما ذكرت ليس إلا تأكيدا على إن المصرية إنتماء ثقافي وتاريخي،، وليس عرقي إثني،،ليس هناك أي فئة مصرية تستطيع أن تدعي لنفسها تميزا أو حقا تاريخيا عن الفئات الأخرى.. ذابت كل الأجناس والأعراق فينا ..مرت على مصر أيام يونانية وأيام فارسية وأيام تركية وأيام عربية.. عظمة مصر أنها كانت –ومازالت- قادرة على إحتواء أي ثقافة أو عرق ليضيف لها غنى وتنوع وتصبغه بأختامها المقدسة..

4 comments:

Gemyhood said...

بجد انا معجب بكتاباتك جدا جدا جدا


يا ريت ما تبطلش

و ربنا معاك

Tarek said...

إستروفن.
باشا ، أنا بقى عندي عربي في الكيبورد i think u already know that too :).
الإنتماء يا صاحبي عريزة في الإنسان (وفي كل الحيوانات التي تعيش في جماعات) وله دور رئيسي في تطور المجتمعات البشرية من الصورة البدائية للتعقيد الذي نعيشه حاليا..
لكن الإنتماء على أساس عرقي إثني ده كلام فارغ شكلا وموضوعا.. لأن الجماعات الإنسانية إختلطت ويزداد إختلاطها بشكل مضطرد مع الوقت..
يعني من الأخر كل إنسان سكالانس قائم بذاته (حلوة سكالانس ديه) الإنتماء المنطقي الوحيد حاليا .. هو لثقافة معينة أو لمصير محدد (وحدة المصير والذي منه) لأن ذلك هو الإنتماء الحقيقي الذي يجمع بين إرضاء غريزة الإنتماء عند الإنسان والمصالح الواقعية بشكل
براجماتي بعيد عن الخرافة..
شكرا على مرورك يا زوق

Tarek said...

GEMY HOoOD
ألف شكر على كلامك الحلو ومشاعرك الطيبة يا زميلي..
طارق

Yamen said...

ah we ah we ya far7et 2albi
kont tear we saba7t marakbi