Thursday, June 01, 2006

إسكندرية


تخليدا لذكرى من كان متحضرا ومتمدنا بكل معانى الكلمتين قبل أن يسطر أول حرف في التاريخ، تخليدا لحضارة قامت على أكتافها كل حضارات الانسانية أكتب هذا الموضوع. أكتب هذا الموضوع كاجابة لمن يسأل دائما أين ذهبت حضارتك وعلومك وفنونك يا مصر
السرابيوم
لسبعة قرون وحتى عام 391المعبد الرئيسي لعاصمة مصر (يقع في حي راكوتس بالاسكندرية) بناه بطليموس الأول ، وكان يحتوي على نصف مليون كتاب (برديات مكتبة الاسكندرية الأشهر) في مختلف العلوم والفنون والأداب ،تحمل مجمل معارف حضارات مصر القديمة وكانت الاسكندرية هي أهم مركز ثقافي في العالم القديم حتى رغم خضوع مصر للحكم الروماني لأربعة قرون حيث عاش المصريون واليهود واليونانيين والمقدونيين جنبا الى جنب ووفد الباحثون من جميع أنحاء العالم (من ايطاليا واليونان والشام والأناضول والفرس والهند) ليشكلوا خليطا كوزموبوليتانيا محبا للمعرفةومهتما فالفلسفة، ( أن أول ترجمة لكتب التوراة من العبرية الى اليونانية كانت الاسكندرية موطنا له) وأصبحت التوراة في متناول جميع المثقفين بعد أن كانت حكرا على كهنة اليهود.. وكانت مصر حتى هذا الوقت الأراضي المقدسة بالنسبة للعالم وكان الحجاج يأتون من كل أرجاء المعمورة -بما فيهم أباطرة الرومان- ليصلوا في معابد سرابيس وايزيس التي انتشرت عبادتها وتماثيلها في أوروبا القديمة حتى أنجلترا ...
النهاية
هذا الوضع انهى عندما قرر الامبراطور ثيودوسيوس الأول القضاء على اعتقادات الهرطقة(التى لا تلتزم بتعاليم روما وفرض دستور الايمان المسيحي الذي قرره مجمع الأساقفة في نيقيا 325 .
الحدث
في أحد أيام 391 خرج البطريرك ثيوفيلوس بأمر من ثيودوسيوس على رأس تظاهرة كبيرة (تذكرنا بمظاهرات الدهماء الأخيرة في الاسكندرية) من مقره في حي بروخيون حتى وصلوا الى حي راكوتس سائريين في شارع كانوبي الذي أمتد موازيا للساحل (الكورنيش حاليا) في حماس غاضب ، وبدأوا في تسلق الأسوار والدرج المؤدي الى ساحة المعبد، ولم يهتم الغوغاء بالحلى الذهبية ولا المجوهرات الثمينة أو التماثيل الرخامية والبرونزية والسجاجيد والستائربل دمروا كل شيء وحولوه الى ركام ودمروا حتى أعمدة الرخام بما رسمه الفنانون عليها حتى انقضوا على الجناح الذي به مكتبة الاسكندرية الكبرى وسط صيحات الفرح والحماس المحموم ومزقوا الكتب ثم ألقوها في نيران مشتعلة ثم بدأوا قتل الباحثين بطريقة وحسشة حتى استطاعوا قتا أخر باحث بعدها ببضع سنين، حينعندما أوقف عصابة من الرهبان عربة هيباتيا التى خلفت أبوها كاستاذ للفلسفة بالاسكندرية ونزعوا ملابسها وجروها حيت قتلوها وقطعوا لحمها قطعا وأحرقوه حتى يرضى يهوة الذي يسيل لعابه لرائحة الشواء (وكانت تهمتها أنها هرطوقية لأنها تدرس فلسفة أفلوطين)

No comments: