Saturday, May 06, 2006

وفاء سلطان وشيخ الجامع


أصبحت الدكتورة وفاء سلطان بين ليلة وضحاها شخصية عامة، كثر اللغط حولها وإنقسم الناس إلى معارض بشدة لها ينعتها بأسوأ النعوت وأخر أصبح مريدا لها...
لكن لا يختلف أحد أن دكتورة وفاء سلطان ظاهرة سابقة تستحق الإهتمام والدراسة ، وإحقاقا للحق فأنا عن نفسي أحييها على شجاعتها مع إختلافي مع طرحها..
ولكن..
هل طرح الدكتورة وفاء فعلا مفيد للحركة العلمانية في الوطن العربي، هل تقدم الدكتورة وفاء مثالا جيدا عن العلماني العربي ؟؟
لا أعتقد، فطرح دكتورة وفاء (وإن كان شجاعا) فهو مغرق في السطحية والسذاجة فليس الإسلام هو السبب لكل شرور العالم خصوصا خصوصا وأنها برأت كل الأديان الأخرى، بل وللعجب فقد دافعت عن سياسات الإدارة الأمريكية التي لم أقابل أمريكيا مستنيرا يدافع عنها..!!!!!
بل أزيدكم إن نظرية المؤامرة التي ربيت عليها (بما إني عربي) قد صورت لي بعد اللقائين الذان قام بهما فيصل القاسم في الجزيرة وكانت الدكتورة طرف في كليهما أن الجزيرة ذات التمويل القطري والعلاقات القرضاوية الإخوانية قصدت إستضافة الدكتورة وفاء (ومرتين) لتشويه صورة العلمانيين العرب وتصويرهم بأشخاص كل همهم شتم الإسلام وإعتباره الشيطان الأعظم، والتغاضي تماما عن أي أسباب تاريخية أو سياسية أدت إلى الوضع المأسوي الذي وصلنا له، فالمهاجرين الأوروبيين لم يبيدوا سكان أمريكا الأصليين واليمين الأمريكي (المتطرف) أرسل عناية من السماء....
ألم تجد قناة الجزيرة مفكرا علمانيا واحدا يستطيع الرد على البروفيسور الجزائري المتشنج ضعيف الحجة في المرة الأولى أو الدتور الأزهري المصري ، الذين تبنيا خطابا غوغائيا ليس إلا بعض الضجيج العلي مطعما بكلمات عاطفية..ولم يكن الرد عليهم وإثبات تهافت طرحهم باي حال من الأحوال يحتاج أن تجنح دكتورة وفاء إلى
تحميل المسلمين مسؤلية الحروب الصليبية (وأنا أعيش في الغرب ولم أقابل في حياتي غربيا بالسذاجة أن يدعي ذلك)
الكتب العلمية التي هي بين ايدنا هي كتب مسيحية والتي هي نتاج الفكر الحر-أو كما قالت الدكتورة العلمانية
لماذا يا دكتورتنا العزيزة تصبغين خطابك بالطائفية بهذا الشكل؟؟ كيف تكتبين أو تقولين جملة تحتوي هذا القدر من المغالطة؟
بغض النظر ..
اسمحيلي أن أرد عليكي يا دكتورة إن العلم لا دين له، وأن الغرب لم يتقدم وهو مسيحي، بل تقدم عندما فصل الدين تماما عن المجتمع، كوبرنيكس وبرونو وجاليليو لم يكتبوا كتبا مسيحية، إسبينوزا وديكارت حتى ب. راسل مرورا بنتشة لم يكتبوا كتبا مسيحية، ستيفن هاوكنج وإينشتين وداروين و ريتشارد داوكنز لا يكتبوا كتبا مسيحية....
المسيحية تنعم علينا بكتب مثل نظرية الخلق الذكي لنفي الدارونية، والسقوط الذكي لنفي الجاذبية الأرضية..
لا ننكر أن المسيحية بعد تقليم أظافرها في عصر ما بعد التنوير أصبحت أكثر مرونة وطبعا لم تكن المسيحية خصما هينا، وحاربت العلمانية بضراوة والثورة الفرنسية خير دليل (سنشنق أخر إقطاعي بأمعاء أخر قسيس)
ولكن عندما تصف (علمانية) الكتب التي هي نتاج علمي بشري ، لإنسان في رحلته في التحرر من الخرافة بأنها مسيحية!! فهي صدمة أخرى تضاف إلى رصيد الصدمات التي تلقيت من الدكتورة..
وأخيرا لا يسعني سوى توضيح إني لا أتهم أو أدين الدكتورة وفاء سلطان فهي حرة تماما أن تكتب ما تريد وأن تهاجم الإسلام من منظور طائفي وأن تنسب التراث الإنساني للكنيسة حتى، لا مانع لدي أن تبرر السياسات الأمريكية التي أراها غير قابله للتبرير، لا مانع لدي أن تنفر الناس وهي تلقي خطابا عاطفيا سطحيا لا يختلف عن خطاب المعممين الذين تحاورهم...
ولكن المهم أن أوضح أن الدكتورة وفاء سلطان لا تمثلني كعلماني فهي وشيخ الجامع المعمم الذي لا يملك سوى الكلمات العاطفية والمغالطات المنهجية والتعميم والنظر بأسلوب أبيض وأسود وجهان لنفس العملة..

1 comment:

lioness said...

عثرت على مدونتك بالصدفة وقرأت من مدوناتك واعجبتني وقرأت جميع مدوناتك الجميلة، ولكن لا يوجد مدونات جديدة أتمنى ان ارى مدونات جديدة