Saturday, December 16, 2006

في نقد الخطاب القبطي-2


وصلتني بعض الإعتراضات على مقالي الأسبق (في نقد الخطاب القبطي) ، إنتقادا لي على ما وصف إنه تحامل على الحركة القبطية، ولأن هذا ما لم أقصد تماما فلزم علي التوضيح أكثر في هذا المقال وأنا بصدد إكمال الموضوع الذي بدأت.القضية القبطة في مصر لن تحل بمعزل عن مشاكل كثيرة محيطة بها، فهي ليست سوى نتيجة لظروف متعاقبة داخلية وخارجية مرت بالشعب المصري، التعصب الأجوف الذي ساد الشخصية المصرية لإحباطاته المستمرة وققدان ثقته بأي فكر أو جهة، ساقت إنتماءاته وأفكاره نحو الأمل الميتافيزيقي، المواطن المصري المهان المطيع المستسلم اليائس لا يجد من قشة ليتعلق بها سوى تراثه الذي يحكي أنه كان يوما جزءا من أمة عظيمة، التعصب هو سمة العصر، نعيش عصر الزحف اليميني القومي والديني على حد سواء،في ظل هذه ظروف في مجتمعات مهزومة تشتعل النعرات الطائفية، المسلمون العاجزون عن صد الضربات الثقافية والعسكرية المتلاحقة عليهم، مع معرفتهم تماما أنهم ينقرضون وهم عاجزون عن الدفاع عن أنفسهم، والمسيحيون الذين عانوا الأمرين ويرون التيار الإسلامي الرجعي قادما بشدة حتى إلى كراسي الحكم...كل ينفس عن غضبه في الأخر، لكن طبعا ولأن المسلمون أغلبية (بالإضافة أننا نعيش مسيحية ما بعد الإصلاح والتنوير في حين مازلنا نعيش إسلام ما قبل التنوير والإصلاح) فالضرر الواقع على المسيحيين من قبل المسلمين أكثر من العكس الذي لا يتجاوز خطاب كراهية يبالغ في شيطنة الأخر ويطالب بحلول غير عملية (من نوعية طرد كل المصريين المسلمين من مصر أو تعديل ما يروه مخالفا للمواطنة في القران)يبقى لي أن أوضح أن الحركة القبطية ستكسب كثيرا من علمنة خطابها بعيدا عن النزعات الدينية أو العرقية أو الطائفية، بذلتم مجهودا قويا لتعلموا الكثير منن المصريين أن قضية الأقباط هي قضية مصر لا تصبغوها الأن بالمسيحية، لا تخلطوا بين الخطاب الديني والخطاب السياسي،كل ما أطلبه هو أسلوب عملي براجماتي الذي سيخدم قضيتكم وقضية كل من يهمه أمر مصر، لا تتظاهر أمام الكنيسة ، تظاهر أمام مجلس الشعب،،، لا تتظاهر من أجل وفاء قنسطنطين تظاهر من أجل إلغاء خانة الديانة من الهوية،،لا تنساق وراء المسترزقين بالقضية ،(من نكرات وعاطلين منحتهم الظروف فرصة ليصنعوا شيئا من أنفسهم على حساب القضية)هم يستغلون غضبك وإحساسك بالغبن ليسوقوا أفكارا إنعزالية وعنصرية ستحرقنا جميعا، للأقباط حقوق مساوية لكل المصريين إنطلاقا من أنهم مواطنون مصريون مثلهم مثل الجميع ، أعذرني من ينظر إن لهم حقوقا أكبر من بقية المصريين إنطلاقا من أنهم مواطنون أصليون، بالإضافة لنازيته وعنصريته فهو غبي وينم طرحه الأبله على أنه لم يسمع من قبل عن المنهج العلمي...فبالمقارنة بين عدد سكان الجزيرة العربية (الذي جاء منها الغزاة) وبين عدد سكان مصر وقت الغزو ، سنعلم بالتأكيد أن من المستحيل أن يشكل هؤلاء (الغزاة) السواد الأعظم من تعداد الشعب المصري بعد ذلك (منطقيا كده متجيش)بغض النظر عن أنه ليس هناك أي عرق نقي حاليا..وكلنا نتيجة إختلاط أعراق وألوان وأجناس يعلم الله ما عددها...ثم..كيف يصل الخطاب القبطي إلى هذا التعصب النازي الذي يسلب مواطنين مصريين لا موطن أخر لهم غير مصر وحملوا الجنسية المصرية هم وأجدادهم..إنتماءهم؟؟؟هل سنطالب قريبا بإجراء إختبار ( ديه إن إيه) لنحتفظ بجنسياتنا؟؟؟ أي عقل مريض ينظر لمثل هذه أفكار ،، والتي للعلم إذا إنتشرت وأصبحت الطرح الرسمي القبطي فمن رابع المستحيلات أن يحصلوا على أي شيء.. هذا لو لم يلفظهم المجتمع المصري بأكمله..طالب بحقك، أعلن مطالبك تظاهر نظم عصيان مدني.. لكن إنطلاقا من مصريتك لا مسيحيتك..واعلم أنك بدفاعك عن حقك المسلوب تقدم خدمة لمصر كلها،، ففكر كيف تخدمها إذا كانت تهمك؟

في نقد الخطاب القبطي

أولا يجب علي توضيح إني من المناصرين لحقوق الأقليات بوجه عام والأقباط المسيحيين بوجه خاص، وعلى الرغم من عدم كوني منتميا لهذه الطائفة ولكني أؤمن بحقوقها تمام الإيمان إستنادا على ما أؤمن به من مفاهيم المساواه والمواطنة والعلمانية، وكنت دوما و(وما زلت) متفائلا ومقدرا لما يبذله أفراد هذه الطائفة من مجهود ليحققوا المساواة المستحقة التي حرموا منها على مختلف الأصعدة لفترات طويلة..ومنطلقا من حرصي على هذه الحركة وجب علي نقد ما أراه أخطاءا قاتلة في طرحهم وليعتبروها نقدا ذاتيا بناءا من متعاطف ومساندإحقاقا للحق فالحركة القبطية المصرية للأسف ذات توجه طائفي في الغالب (طبعا ليس الكل حتى لا أقع في مغالطة التعميم) فالقضية بالنسبة للكثير من ناشطيها هي وبكل بساطة إثبات لحقوق الطائفة الأرثوذكسية في الوطن وقصره عليهم، حتى أن التعليقات تصدر عن بعض من يدعي العلمانية منهم تدعو إلى طرد كل المصريين الذين يدينون بالإسلام من مصر، وتحول الصراع ضد الطائفية إلى ترسيخ لمفاهيم الطائفيةوظهر ذلك جليا عندما أقحمت إقحاما قضية النوبة والمرأة والقرانيين على مؤتمرواشنطن وبدت هذه القضايا دخيلة فالقصد والمعني هو مشكلة الأقلية القبطية.. ولكن للموضوعية يجب أن نعلم ما سبب ذلك .. فالمسيحيين في مصر ليسوا من سكان المريخ ، بل هم نتاج نفس الخطاب الذي تربي عليه كل شعب مصر بكل معتقداته ، نفس التعليم الموجه القاتل للإبداع حتى نفس الخطاب الديني الإقصائي (الأرثوذكسية الإسلامية والأرثوذكسية المسيحية) ومصابون بكل الأمراض الفكرية التي يعاني منها شعبنا المصري بأكمله.. ثم أن التعصب لابد وأن ينتج تعصبا مضادا..هذه هي طبيعة الأشياء.. فكيف تطلبون من المسيحي أن يكون واعيا لمفاهيم المواطنة الحقيقية، ومعنى مفهوم دولة وطنية وزميله المسلم الذي درس معه في نفس المدارس والجامعات وتربى على نفس الإعلام وفي نفس الثقافة إنتخب الإخوان المسلمين في الإنتخابات البرلمانية السابقةولا نفاجأ إن وجدنا مسيحيا يدعي أنهم السكان الأصليين للبلد والمسلمون نتاج تزاوج مع العرب الغزاه وولائهم ليس للبلد بل ولاء المسلم للإسلام أولا وأخيرا ل ولا يجدغضاضة أن يحكمه ماليزي في حين لا يحق للمصري المسيحي أن يتولى الرئاسةفهذا المسيحي هو نظير أخيه المسلم ولكنه في المعسكر المقابل.. فعل+رد فعل+عدم وعي من الطرفين= ضياع أكتر من الضياع الذي نعيش.. وخراب للبلد التي نتشدق بحبها في اليوم ألف مرة ونطعنها بجهلنا وتعصبنا في اليوم مليون مرة.. مازلنا محبوسين في تراث تجاوزه العالم منذعصور التنويرولا نعلم ما يخبيء لنا القدر في المرحلة المقبلة..فليساعدنا الله أوالطبيعة أو المسيح لا يهم المهم أن تمر عصورنا المظلمة على أمان

أخر الترانيم العدمية

رويدا رويدا…….
تذوب الساعات فوق شعلة اللامعني…
تسيل شمعا لتكوي قلبا حلم دوما بالأفق…
تذكره أن لا أفقا هناك …..
فالخط وهمي…. و البحر عبثي…
وقرصك الذهبي لا يذهب لينام بل يهجرك….
و(يكرمشك) ويرميك متقززا كمناديل (الكلينكس) ووحيدا تقف…….
متلقيا لسعات الساعات بجلدك العاري لتملأ كينونتك بالبثور و الصديد ووحيدا تقف……..
لكن بلا عزة هذه المرة بلا أوهام بطولة أسطورية
فسيزيفك يذبل وهو يراقب الأفق